الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقنع أبنائي بحاجتي للزواج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أرملة، عمري41 سنة، لدي 8 أبناء، الكبير في الجامعة - ولله الحمد - بعد مضي 8 أشهر على ترملي بدأت أشتاق للحياة الزوجية التي كنت أعيشها سابقا، ولجأت إلى الله بأن يرزقني بالزوج الصالح الذي يقدر ظروفي ويقاسمني الحياة، ويكون قرة عين وسكنا لي.

عرض علي رجل دكتور جامعي، ولكنه متقاعد وفي سن 53 سنة، متزوج ولديه 4 أبناء، الصغير بالجامعة، ولا يريد أبناء، وعلى أخلاق ودين، وظروفي تناسبه لأني مقتدرة وسأعيش مع أبنائي وهو يعيش معنا.

المشكلة أنه من قبيلة أخرى، وأخاف من رفض أبنائي، ولا أعلم كيف أقنعهم، وأنا بحاجة إلى زوج بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وأخاف على نفسي كثيرا من الفتن، رغم التزامي ومحافظتي على الصلوات والصيام، ولكنها الفطرة، وأخاف أن أضعف مع الوقت ويغلبني الشيطان.

أرجو نصحي وتوجيهي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فيصل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد أحسنت من رغبت في الحلال، وخافت من معصية الكبير المتعال، وسعادة المرأة تكتمل بوجودها في كنف زوج من كرام الرجال، ونسأله أن يصلح لنا ولك الأحوال، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يسألون لك التوفيق والسداد.

لا يخفى على أمثالك أن وجود الدين والأخلاق هو الأصل والأساس، وأن أبا لهب لم ينفعه نسبه وحسبه لما كفر بالله ورسوله، وقد أحسن من قال:

وكل كسر فإن الدين يجبره ** وما لكسر قناة الدين جبران

ونحن ننصحك بفتح الموضوع مع أولادك، ولا مانع عندنا في الدخول معهم في حوار من أجل إقناعهم، وقد تكرر هذا معناً مراراً، والأمر أبسط مما تتخيلين، ويا ليت مجتمعاتنا تهتم بالأرامل والمطلقات كما كان الحال في مجتمعات السلف، بل وفي مجتمعاتنا قبل ظهور الفساد والتضليل الإعلامي والتبرج المقيت.

لقد كان رجال السلف يسابقون إلى باب الأرملة، بل ويعرضون بخطبتها ويلوحون قبل الخروج من عدتها، وهذا هو الأصل، فلا يستغني الرجل عن المرأة ولا تستغني المرأة عن الرجل، فشاوري أولادك وحاوريهم في هدوء، واجعلي البداية مع الأعقل صاحب الدين.

ولا يخفى على أمثالك أن المؤمنة تحرص على إرضاء ربها، ولا تجعل همها إرضاء الناس، وإذا رضي الله عن الإنسان أرضى عنه الناس وألقى له القبول في الأرض.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، فإن قلوب أولادك وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها سبحانه، فلا تفوتي هذه الفرصة، واعلمي أن في الزواج إكمال لنصف الدين، واحرصي على إزالة المخاوف عن أبنائك وأكدي لهم استمرارك في الاهتمام بهم.

ومرحباً بك وبهم، والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً