الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقمت علاقة محرمة معها وأردت الزواج بها فرفضت ... ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أسال الله أن يوفقكم لكل خير لما تقدمونه من خدمة لنا، جزاكم الله خيراً.

أنا شاب مغربي أبلغ من العمر خمسا وعشرين سنة, كنت أعرف فتاة متحجبة, في سن التاسعة عشرة, كانت صديقة عادية, ثم افترقنا مدة خمس سنوات.

في سنة 2007 اجتمعنا بطريقة غريبة, وأصبحنا نحب بعضنا لدرجة أننا اتفقنا على الزواج بعد إكمال دراستنا, ولكن بدأنا في الاختلاء سويا, وكنا نعصي الله, والآن بعد انتهاء دراستنا واجهنا بعض المشاكل, وطلبت مني أن نوقف علاقتنا بحكم أنها لا تريد أن تعصي الله سبحانه وتعالى, وأنا وافقت, لكن المشكلة أنني عندما تكلمت معها عن موضوع الزواج أخبرتني أنها لم تعد تفكر فيه؛ بسبب أن والدها يضع فيها الثقة الكاملة, وأنها أحست بالذنب تجاه ما كنا نفعله من قبل, وأنها نادمة على ما مضى, وأحلف بالله -يا أستاذي الكريم- إنني لم أنو يوما أن أستغلها, والآن بعد أن حاولت معها أن تغير رأيها, وأني أريد أن أتزوجها على سنة الله ورسوله رفضت, وقالت لي: إنها لم تعد تفكر في الزواج من أي شخص؛ لأنها نادمة على ما اقترفناه من فواحش, والآن أنا أحس بالذنب الذي ارتكبته تجاهها, وأشعر بأني ضيعت حياتها, وأشعر بعظمة ذنوبي.

علما أنها فتاة مهذبة ومحترمة, وأنا شاب أعرف حقوق الله جيدا, لكني اتبعت خطوات الشيطان -لعنه الله- والآن قد تبت إلى الله, وأطلب منه المغفرة لي ولها, لكن ماذا أفعل لكي أكفر عن ذنوبي, وأجعل هذه الفتاة تعيش حياتها العادية ؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ taoufiq حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد أحسنت -أيها الحبيب- حين تبت إلى الله تعالى, وعلمت قبح المعصية والذنب الذي وقعت فيه.

ومما لا شك فيه -أيها الحبيب- أن التوبة إذا كانت صادقة؛ فندمت على فعلك الماضي, وعزمت أن لا ترجع إليه في المستقبل, وتركته في الحال؛ فإن الله عز وجل سيمحو ذنبك, فإنه وعد جل شأنه في كتابه الكريم التائبين بأن يبدل سيئاتهم حسنات, وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أنه سبحانه وتعالى يفرح بتوبة التائب إذا تاب, وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم بأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما ورد في الحديث عند ابن ماجة.

ومن ثم فنحن ندعوك -أيها الحبيب- إلى الاستمرار على ما أنت عليه من التوبة, وأن تحسن الظن بالله تعالى, وتكثر من الأعمال الصالحات, "إن الحسنات يذهبن السيئات"

نحن نشكر لك شعورك النبيل تجاه هذه الفتاة, وإحساسك بالجناية التي جنيتها في حقها, ولكنك إذا تبت إلى الله تعالى على الصفة التي ذكرناها لك؛ فإننا نرجو أن لا يؤاخذك الله عز وجل بعد ذلك بشيء من ذلك، لاسيما وأنك لم تعتدِِ عليها قهراً, بل كان ذلك برضاها, ولكن إذا تمكنت من خطبتها عن طريق أهلك ومحارمك؛ فإن ذلك شيء حسن لتستر عليها, وإذا أصرت على الرفض فإنه ليس عليك شيء من وراء ذلك,

ونسأل الله تعالى أن يغنيها من فضله, ويغنيك أنت من فضله, وأن يعف كل واحد منكما بحلاله عن حرامه.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً