الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تعاني من مرض (الزهايمر)،وتنسى أن أبي توفي، فماذا نقول لها؟

السؤال

والدي توفي، وأمي تعاني من مرض (الزهايمر)، ودائمًا تنسى أنه توفي، فماذا نقول لها؟ علماً أن الوفاة كانت منذ أسبوعين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فؤاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لوالدك الرحمة والمغفرة.

أيها الفاضل الكريم: مادامت والدتك تعاني من علة (الزهايمر)، وهي متلازمة مرضية معروفة تختل فيها الذاكرة، والتركيز، والاستيعاب، والحكم على الأمور بصورة صحيحة وافتقاد الارتباط بالواقع.

علة (الزهايمر) بكل هذه السمات وأكثر تجعلنا نقول إن والدتك ما دامت لا تستوعب، ولا تتذكر، ولا تعرف، أو نسيت أن والدك قد توفي هذه هي رحمة وقائية لها، وليس هنالك أبداً ما يدعوا لأن نتحدث معها حول هذا الموضوع.

إن ذكرت الوالد وهذا قد يحدث كنوع من ملء الفراغات في الذاكر لدى المصابين بعلة الزهايمر، أي يعني أنها قد تذكره دون أن تستوعب أنه حي أو ميت، في مثل هذه الحالة دعوها تقول ما تشاء، وإن دخلت في أمور حساسة مثل مخاطبة الوالد مثلاً، أو تسميته باسمه، ومناداته هنا يمكن أن يصرف انتباهها، وذلك من خلال تغيير الموضوع إلى مواضيع أخرى.

إذن لا تفتحوا هذا الموضوع معها، ولا تتطرقوا لها أبداً، هذا لا يعني أبداً إجحافاً في حق الوالد رحمه الله، لكن لن تستفيد الوالدة شيئاً حتى وإن كانت علة الزهايمر لم تطبق عليها بشكل كامل، ولديها شتات بسيط في الذاكرة والتذكر، ففي مثل هذه الحالات حين نتحدث معها عن بعض الأمور الحساسة مثل وفاة زوجها مثلاً هذا قد يؤدي إلى إصابتها بقلق، وتوترات داخلية.

الذي أنصح به هو العناية بالوالدة والبر بها، وأنا أعرف أن ممارضة الإنسان الذي يعاني من علة الزهايمر ليست بالسهلة، لكنكم كأسرة إن شاء الله تعالى تتعاونون في رعاية هذه الوالدة خاصة من جانب أخواتكم أو أقاربها بالدم من النساء، ولن تحتاجوا للخدمة في الكثير من خصوصياتها، فكونوا على وعي وإدراك بحاجاتها النفسية، ولا تجهدوا أنفسكم في نفس الوقت.

نحن دائماً ندعوا الأهل الذين لديهم أحد أحبابهم وأقاربهم مصاب بمثل هذه العلة أن يتناوبوا على رعايته، هذا أفضل كثيراً من أن يتجمع الناس جميعاً في وقت واحد ولحظة واحدة، ويحاولون مساعدة المريض.

من الأشياء التي أود أن أذكرها لك، وجاءتني كخاطرة الآن تعرف أن الرئيس الأمريكي الأسبق ريغن أصيب بعلة الزهايمر، وقد عاش حوالي تسع سنوات بعد إصاباته بهذا المرض، الذين فحصوه وكانوا بالقرب منه من الأطباء ذكروا أنه خلال السنتين الآخرتين كان لا يعرف اسم زوجته نانسي لا يعرف من هي.

أخي، هذا دليل قاطع على شدة هذا المرض فيما يخص التذكر، ريغن الذي كان يحكم أمريكا أي كان يحكم هذا العالم، لم يعرف زوجته أو يتذكر اسمها، وهي تعيش معه، وتقوم برعايته، وعنايته، فإذن والدتكم نسأل الله تعالى لها العافية ولها الشفاء، وعليكم ببرها، ولا داعي أبدا أن تناقشوا حول موضوع الوالد أو وفاته.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً