الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإفرازات التي تخرج من المرأة طاهرة أم نجسة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فضيلة الشيخ حفظكم الله.
1- بعد الخروج من الحمام -أكرمكم الله- يخرج مني نقط لا أستطيع تمييزها من حيث اللون والرائحة، فهل هي نجاسة -أجلكم الله-؟ وماذا عليّ أن أفعل؟ فهي شبه مستمرة, ويشق علي في كثير من الأحيان تغيير ثيابي.

2-زوجي يغار علي إلى حد يمنعني فيه فتح القنوات الإسلامية التي تبث المحاضرات والدروس والمواعظ, وأنا بحاجة إليها، ولا أستطيع الانقطاع عنها, فأضطر إلى متابعتها، وزوجي غير موجود، فهل آثم على هذا؟

3-هل تنصحني بتفسير الرؤى عبر النت؟

وجزاكم الله خيرا وبارك في علمكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الجود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يلهم ابنتنا السداد والرشاد، وأن يعينها على طاعة الزوج وعلى البر به، وأن يجعلنا جميعًا ممن يستخدمهم الله تبارك وتعالى في خدمة هذا الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به, نرحب بها ونكرر ترحيبنا بها ونشكر لها الاهتمام بهذا السؤال، ونشكر لها الحرص على السؤال، فإنما شفاء العيِّ السؤال.

أما ما يخرج منك عقب خروجك من الحمام، فالظاهر أنه مما يعرف عند العلماء برطوبات الفرج، وهذه الرطوبات طاهرة على الراجح، لكنها ناقضة للوضوء، وإن شككت في كونها من الرطوبات أو شيئاً آخر فإن مذهب الشافعية أنك تتخيرين بينها فتجعلين لها حكم أيها شئت.

وإذا كان خروج هذه الرطوبات مستمراً فحكمك حكم المصاب بالسلس تتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلين بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل.

وللمزيد على هذه المسألة يمكنك مراجعة قسم الفتوى على هذا الرابط:
https://www.islamweb.net/fatwa/index.php?

أما بالنسبة للجزء الثاني في السؤال: وهي أن زوجك يغار عليك إلى حد أنه يمنعك من فتح القنوات التي تبث المحاضرات، فإنا نريد أن نقول لك بأن غيرة الزوج دليل على شدة حبه لك، وهنيئًا لمن عندها زوج يغار عليها، ولا يريد أن ترى غيره من الرجال، وهذا معنى ينبغي أن يُفهم بهذه الطريقة، فإن بعض النساء تفهم غيرة الزوج الزائدة على أن هذه الغيرة من الزوج عبارة عن شكوك ويسيء بها الظن أو نحو ذلك، ولكن نحن نريد أن نصحح الفكرة أولاً، فشدة الغيرة دليل على الحب.

وطاعة الزوج واجبة، ويمكن أن تستبدلي النظر إلى المحاضرات بأن تستمعي وتجعلي المسألة استماع، وفي هذا الموقع محاضرات عديدة جدًّا تستطيعين أن تستمعي إليها دون النظر إلى أي صورة وبذلك يتحقق المعنى، فتستمعين إلى الشرع، وقد تطلبين أشرطة كاسيت أو نحوها من الأشرطة التي ليست فيها صور، يأتي بها من أجل أن تتفقهي في الدين، وتتعلمي أحكام هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى بها.

لذلك أرجو ألا تتابعي من وراء ظهره، لأنه إذا دخل فجأة أو اكتشف أنك تفعلين هذا فقد يترتب على هذا ما لا تحمد عقباه، وليس من شروط طلب العلم أن ترى المرأة المحاضر الذي يتكلم أو تنظر في الشاشة، ولكن قد يكفيها السماع، بل السماع قد يكون فيه تركيز، لأن النظر في الصورة ربما يشوش عليها في بعض الأحيان، خاصة إذا كان الذي يتكلم لا يخلو من وسامة أو جمال في الشكل أو هكذا، فقد يكون ذلك صارفًا عن الانتباه للمحاضرة.

فأنت تستطيعين أن تجمعي بين الخيرين، طاعة الزوج, واستخدام الأشياء المسموعة بدلاً من الأشياء المرئية، وعن طريق النت كما قلنا من خلال موقع إسلام ويب موقعك الذي تتواصلين معه ستجدين آلاف المحاضرات النافعة المفيدة.

أما بالنسبة للجزء الأخير وهو هل تنصحوني بتفسير الرؤى عبر النت؟
فلا أدري هل أنت تريدين رؤى رأيتها أم أنت معبرة، ولكن في كل الأحوال نحن نريد أن نقول: لا شك أن تعبير الرؤى من العلوم الشرعية، وفيها ما يزيد عن مائة حديث كما قال بعض الخبراء تتكلم عن هذه المسألة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان بعد الفجر يلتفت إلى أصحابه ويقول: (هل رأى أحد منكم رؤيا) وكان يعبرها - عليه صلوات الله وسلامه – وعبر الصّديق في حضوره فصوّب بعض ما جاء عن الصديق - رضي الله عنه وأرضاه -.

والرؤى جزء من ستٍ وأربعين جزءًا من النبوة، والكذب فيها لا يصلح، لكن هناك من يتوسع في مسألة التعبير عن طريق النت، وهذه دائمًا تكون إجابات غير دقيقة، لأن العبرة في الرؤيا وفي تعبيرها أن نعرف صاحب الرؤيا، أن نتعرف عليه؛ ولذلك فسر ابن سرين لرجل رأى بأنه يؤذن فقال له: تحج بيت الله الحرام؟ وجاءه رجل رأى أنه يؤذن فقال له: تسرق وتُقطع يدك، وأخذ بذلك من قوله تعالى: {وأذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون}.

فإذن تعبير الرؤيا يتغير بحسب وقت الرؤيا, وحسب من رأى الرؤيا, وحسب الحيثيات الموجودة، ولذلك التعبير عن طريق النت لا يكون دقيقًا جدًّا، ولكن لا مانع من أن يعبر الإنسان الرؤى، فإنها إما مبشرات, وإما إنذار للإنسان ليعود ويرتدع، ولكنا نقول بعد ذلك من يتقي الله في الصحو وفي اليقظة فلن يضره ما يرى في النوم، إذا كانت الرؤية فيها مبشرات تحمد الله عليها، إذا كانت غير ذلك تتفل عن يسارها وتتعوذ بالله من الشيطان ولا تضرها هذه الرؤيا، وكل شيء بقضاء الله تعالى وقدره.

نسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يلهمنا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً