الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف مع أخي الكسول وسيء الخلق؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة ومقيمة بدولة الكويت أنا وزوجي وأبنائي الاثنين, وقد حصل خلاف بيني وبين أخي؛ لأنه كان يرغب في المجيء للكويت, وبفضل الله استطعنا عمل تأشيرة له, وقد جاء وسكن معنا في الشقة المكونة من غرفة وصالة ومطبخ وحمام, وأردت أن أوفر له كل شيء حتى يستطيع العمل والتوفير لمستقبله, ولكنه لم يعجبه الجو ولا الحياة, وندم على مجيئه للكويت؛ بسبب قلة العمل, والوحدة, على الرغم أنه يسكن معي, ولكن حدثت المشاكل منذ أن أتى, وهي: كثرة التدخين في البيت, وعدم الاهتمام والسعي وراء العمل, وغضب من كثرة كلامنا معه, وقد حدثت مشاكل كثيرة بيني وبين زوجي بسببه؛ فإذا تكلم معه زوجي يأتي ويقول لي: يا ليتني لم آتِ أو يا ليتني سكنت خارجًا, وقد مللت من كثرة الكلام معه عن إهماله في كل شي, وأن لا يدخن بالشقة؛ فأنا عندي أولاد ويعانون من الحساسية بعض الوقت.

وأصبح يتحدث مع أولادي بأسلوب سيئ ويهينهم, حتى أنه ضربهم عدة مرات, وتكلمت معه كثيرًا بسبب غضب زوجي من تدخينه ومعاملته السيئة للأولاد, وهو يقول لي: هما قليلا الأدب, ولا يلجأ لي عند خطأ الأولاد, ويوجه لهم الإهانات فورًا, وأنا الآن أصبحت حياتي مشاكل كل يوم, إما معه أو مع زوجي بسببه, وقد لمحت له أن يسكن في مكان آخر, وقد أحضرت له عملاً يوجد به سكن تابع للعمل, ولكنه رفض العمل بسبب السكن به, وقال بأنه لا يعرف أن يسكن مع أحد, بالله عليكم أفيدوني, فأنا تعبت, ولا أريد أن تحدث مشاكل أكبر بيني وبينه, وبسببها تغضب عائلتي مني أو من زوجي, ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فمرحبًا بك - أختنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب, ونحن نشكر لك حرصك على الإحسان إلى أخيك وإعانته، وحرصك على تأليف قلوب أهلك، وهذا كله عمل تؤجرين عليه، ولكن في المقابل - أيتها الأخت الكريمة - هناك حقوق لا يجوز لك أن تضيعيها، وحدود لا يجوز لك أن تقفزي عليها، وهي حقوق الزوج، فإنه لا يجوز لك أن تُدخلي بيته أحدًا إلا بإذنه ورضاه، ومن ثم فنحن نوصيك بالتلطف بأخيك هذا, والرفق بإقناعه بأن يسكن في بيت آخر مستقل، وهذا حق لك ولزوجك، وقد قمت بما ينبغي أن تقوموا به وزيادة، وتصلبه بعد ذلك في عدم الانتقال إلى السكن مع وجوده في العمل أمر غير محمود منه، وينبغي لك أن تستعيني بالعقلاء من أهلك ليكلموه، وحاولي إقناع قراباتك برفق ولين بضيق الحال الذي تعيشونه في البيت، فإن مثل هذا البيت لا يقر عاقل بأن يعيش فيه رجل آخر مع امرأة تعيش مع زوجها فيه.

بالإضافة إلى تلك التصرفات التي يفعلها هذا الرجل كشرب السجائر في البيت؛ مما يؤذي الأطفال الصغار ويؤذي الزوج، وهذه الحقوق يجب أن تُحفظ لهؤلاء الناس، فحاولي أنت أن تضعي الصورة واضحة أمام أهلك وقراباتك، وتترفقي في إقناعهم بذلك، وتتوسلي إليهم في أن يكونوا وسيلة إصلاح بينك وبين أخيك، فيقنعوه بالمعروف، فإن لم تُجدِ هذه الوسائل كلها فلا حرج عليك في أن تطلبي منه طلبًا صريحًا بأن يغادر البيت وينتقل إلى السكن الآخر، فإن غضب فإنه هو المعتدي, ولا يلزمك بذلك شيء، وسيجعل الله عز وجل لك نصرًا من عنده.

وخير ما نوصيك به - أيتها الأخت الكريمة - الإكثار من دعاء الله تعالى لك ولأخيك هذا بأن يصلح الله عز وجل أحواله.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً