الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني لا يفهم إلا إذا أشرت إليه..هل عنده(توحد)؟ وهل يمكن تجاوزه؟

السؤال

السلام عليكم.

ابني عمرة 3 سنوات وشهرين، قبل 4 أشهر لم يكن يقول إلا كلمات بسيطة، ولا يستطيع قول جمل، ولا يفهم إلا إذا أشرت إليه، ويشاهد الكثير من التلفاز بدأنا بإيقاف التلفاز، وأصبحنا نتحدث إليه طوال الوقت، ونسأله بعض الأسئلة.

الآن أصبح يفهم الأوامر، وجزءا كبيرا من الكلام، وإذا سألته ماذا تفعل؟ أو ماذا تأكل يجيب أحيانا، علما أنه وحيد، وليس له إخوان أخصائي المخاطبة قال إنه يمكن أن يكون توحد أو اسبرجر؛ لأنه لا يتصرف كطفل عمرة 3 سنوات.

هل يمكن أن يكون لديه تأخر، وهل يمكن إذا استمرينا هكذا أن يتجاوزه؟ أفيدوني جزاكم الله خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على السؤال، وعلى الكتابة إلينا.

يبدو من خلال ما ورد في سؤالك أن طفلك مصاب بدرجة ما من درجات التوحد، لا أقول هذا من خلال وصف الأعراض في سؤالك، وإنما من خلال تشخيص أخصائي المخاطبة.

التوحّد (Autism) هو أحد أنواع الإعاقة التي تعيق من قدرة استيعاب المخ للمعلومات وكيفية معالجتها وتؤدي إلى حدوث مشاكل لدى الطفل في كيفية الاتصال بمن حوله، واضطرابات في اكتساب مهارات التعليم السلوكي والاجتماعي، ويعتبر من أكثر الأمراض شيوعا التي تصيب الجهاز التطوري للطفل. ويظهر مرض التوحد خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل، ويستمر مدى الحياة.

ويؤثر التوحد على النمو الطبيعي للمخ في مجال الحياة الاجتماعية، ومهارات التواصل، حيث عادة ما يواجه الأطفال، والأشخاص المصابون بالتوحد صعوبات في مجال التواصل غير اللفظي، والتفاعل الاجتماعي، وكذلك صعوبات في الأنشطة الترفيهية.

ويظهر المصاب بهذا الاضطراب سلوكا متكررا بصورة غير طبيعية، كأن يرفرف بيديه بشكل متكرر، أو أن يهز جسمه بشكل متكرر، كما يمكن أن يظهر ردودا غير معتادة عند تعامله مع الناس، أو أن يرتبط ببعض الأشياء بصورة غير طبيعية، كأن يلعب الطفل بسيارة معينة بشكل متكرر وبصورة غير طبيعية، دون محاولة التغيير إلى سيارة أو لعبة أخرى مثلا، مع وجود مقاومة لمحاولة التغيير، وفي بعض الحالات، قد يظهر الطفل سلوكا عدوانيا تجاه الغير، أو تجاه الذات.

وبمكن أن أقول هنا، وكما تعلمين، أن تشخيص "التوحد" عند الطفل ليس بالأمر اليسير السهل، فله أثر على كل حياة الطفل وأسرته، فلابد من عرض الطفل على طبيب نفسي متخصص بالأمراض والمشكلات النفسية والسلوكية عند الأطفال، من أجل أن يؤكد أو ينفي تشخيص التوحد أو تناذر (أسبرغر) وهو نوع محدد من أنواع أو درجات التوحد، وخاصة التي يترافق بذكاء متقدم بالإضافة إلى أعراض التوحد المعروفة، كاضطرابات اللغة، وصعوبات اللعب، والتفاعل الاجتماعي.

فأرجو متابعة الموضوع من طبيب اختصاصي، ومن ثم اتباع الإرشادات المناسبة سواء على مستوى التربية أو التعليم من بعد، وبما يناسب طفلك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً