الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني سلوكه عنيف، فكيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعضاء المنتدى الكرام المسؤولين والمشرفين على المنتدى من أطباء وإداريين، شكراً لكم على المجهود الكبير، وجزاكم الله خيراً.

رزقني الله بطفل وعمري 42 سنة، وعمره الآن سنة ونصف، وقبل فترة الحمل كنت أعاني من حالة نفسية، وكنت آخذ أدوية سبرالكس حبة صباحاً وأخرى مساء، وزانكس نصف مل مساء، وحدث الحمل واستمريت طول فترة الحمل على الأدوية النفسية، لكن مع تخفيض الجرعة إلى حبة مساء ونصف حبة صباحاً من السبرالكس، وربع مل من الزانكس.

ولدت ابني محمد مبكراً 35 أسبوعا دخل الحضانة فترة حوالي أسبوع، ثم خرج من الحضانة، حاولت إرضاعه طبيعي ولكنه رفض تماماً ورضع صناعيا.

طوال السنة الأولى لا ينام بالليل، ويبكي ويصرخ، وينام بالنهار معظم اليوم بعد أن وصل إلى عمر سنة مع المعاناة الشديدة في وقت الليل، الأمور أصبحت أفضل وبدأ ينام، ويتميز منذ الصغر بالعصبية والعنف، وفي سن سنة وشهرين كان ينطق من 7 إلى 10 كلمات، الآن في سن سنة ونصف ينطق من 3 إلى 4 كلمات، ماذا أفعل معه؟

ومن عمرة سنة بدأ في سلوكيات غريبة مثل:

1- منذ حوالي 4 أشهر كان كل ما نخرج في الشارع يجري على عجل السيارات ويمسك بها وإذا منعته يصرخ ويبكي بعنف شديد، ويعضني ويضربني بيديه ورأسه، وتطور الأمر إلى أنه يضرب رأسه في الأرض أو الحائط بقوة.

2- إذا رفضت له أي طلب يصرخ ويبكي بشدة ويضربني بيديه ورأسه، ويعضني بشدة لدرجة أنها تترك أثرا في يدي ويفعل ذلك مع أبيه، ويضرب رأسه في الأرض أو الحائط.
3- أحياناً أضربه على يديه ليمتنع عن ذلك، فيزيد ويستمر في فعل الخطأ.

4- عند أكل البيضة يترك نصفها ويقوم بهرسها برجله ويديه في الأرض، وأقول له هذا خطأ يزيد في ذلك، ويفعل ذلك مع الجبنة ويهرسها في الأرض والحائط، ومع أطعمة أخرى يفعل ذلك حتى الآن.

5- يقوم بقرصي بيدية بعنف شديد أقول له هذا خطأ يضحك ويزيد، وكذلك يشدني من شعري بعنف شديد، أقول له خطأ يزيد ويضحك، يفعل ذلك حتى الآن.

6- أحياناً أضربه علي يديه ليمتنع عن ذلك يزيد ويستمر في فعل الخطأ.

ماذا أفعل معه حتى أمنعه من فعل هذه السلوكيات؟ أرشدوني إلى كيفية التعامل معه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة وعلى إطراءك على الموقع وخدماته.

لاشك أنها سلوكيات غريبة وصعبة، والطفل ما يزال في عمر السنة والنصف، ومن الواضح أن السنة الأولى كانت أيضا فترة صعبة من حيث البكاء والصراخ.

كنت أريد أن أسمع منك عن مراحل نموه وتطوره المختلفة، لنعرف إن كان نموّه بشكل عام طبيعي، أو أن هناك مشكلة أو تأخر ما، وخاصة أنه احتاج للرعاية الخاصة بعيد ولادته والتي كانت مبكرة.

أفضل ما أنصح به هو أن تعرضي هذا الطفل على طبيب أطفال متخصص، ليقوم بفحصه العام، ومن ثم إجراء بعض الاختبارات، ومنها الفحص الوراثي للصبغيات أو الكروموزومات، لنستبعد أي اضطراب فيها، وكذلك لتحديد فيما إذا كان نمو الطفل وتطوره يسير بالشكل السليم.

فهناك احتمال وجود اضطراب عضوي ما يؤثر على كامل نمو الطفل، والذي قد يفسر بعض هذه السلوكيات الشديدة، ومنها قلة الاستجابة للتوجيه التي تقدموه له، فأنتم كلما حاولتم توجيهه لأمر أو عمل ما كلما بالغ بعدم الاستجابة، فمثل هذا السلوك في هذه السن المبكرة تجعلنا نفكر في سبب ما يؤثر سلبيا على كامل نمو الطفل وتطوره في المراحل المختلفة.

وهناك احتمال أنه لا يوجد عنده أي اضطراب عضوي، والأمر كله أمر سلوكي، مما يضطركم لتغيير التعامل معه، وتعليمه الكثير من الانضباط الذي يساعده على تعلم مهارات الحياة المختلفة، والآداب الاجتماعية، ليكون في قابلات الأيام أكثر انسجاما مع الناس والبيئة من حوله.

فإذا مراجعة طبيب الأطفال هي الخطوة الأولى قبل أي علاج وأي تغيير في حياة هذا الطفل.

أقرّ الله عينكم بهذا الطفل، وحماه الله وكل أطفال المسلمين من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا مني الجارحى

    فعلا كلام مضبوط للغاية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً