الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع عناد طفلي وخوفه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لديَّ طفلة عمرها سنة ونصف تُعاند بشكل كبير, عندما أطلب منها عدم الوقوف على الكرسي مثلا, تقوم بعنادي وتقف عليه, وعندما أتجاهلها ولا أمنعها عن الشيء تكون بشكل طبيعي, لا أعلم ما هي الطريقة الصحيحة في التعامل معها؟

السؤال الآخر: ابنتي هذه تخاف من أي شيء جديد تراه, مثلاً: لأول مرة ترى قطاً تخاف وتتكلم بكلام غير مفهوم وتمسك قلبها, وإذا نامت تبدأ بالأحلام والبكاء وهكذا, ومثله عندما ترى حيواناً آخراً (جملا, حصانا ...إلخ ) ماذا أفعل معها وهي صغيرة لا تعلم كلامي الذي سأقوله لها؟

شكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو لمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فشكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

إن عالم تربية الأطفال وتنشئتهم بحر واسع، وفيه الكثير من التفاصيل، فلابد من فهم طبيعة نفسية الطفل وطرق وأسباب سلوكه وتصرفاته، وتضيق المساحة المتاحة هنا في أن نتكلم بكل ما له علاقة بتربية الأطفال، ولكني سأجيب على السؤال الذي طرحت، وهذا لا يمنع من أن تبحث عن دورة تدريبية في تربية الأولاد، والتي نسميها أحيانا "تدريب الوالدية" أي التدريب على مهارات تربية الأولاد، لتحضر هذه الدورة وتتعلم بعض المهارات الكثيرة في تربية الأطفال.

ولا يمنعك هذا أيضا من قراءة كتب متخصصة عن تربية الأولاد، وهي كثيرة، وكلها أو معظمها طيب ومفيد، والكتاب يرشدك لآخر، وبحسب الحالة العمرية للطفل.

وبالنسبة لطفلتك الصغيرة وعمرها سنة ونصف فحاول وخلال الأسابيع القادمة أن تلاحظ أي سلوك حسن إيجابي تقوم به، وخاصة عندما تستجيب لك ولا تعاندك، فلاحظ ذلك واشكرها عليه، وقل لها: "أحسنت أنك فعلت هذا".

وفي نفس الوقت عندما تراها لا تستجيب وتعاندك، عندها حاول أن تصرف نظرك وتجاهل عملها هذا وكأنه لم يحصل، إلا أنه من الضروري أن تعطيها الكثير من الانتباه عندما يتوقف هذا العمل السلبي، ولكن السرّ أن تعطيها أقل قدر ممكن من الانتباه عند السلوك الذي تريده أن يتوقف، وتصرف انتباهك لأمر أو عمل آخر.

وستلاحظ وخلال وقت قصير أن السلوكيات السلبية قد خفت كثيرا وربما اختفت كعدم الاستجابة إليك، ويزداد عندها السلوك الحسن.

وتقوم هذه الطريقة على مبدأ بسيط أن السلوك الذي نعطيه الانتباه يتكرر مرات ومرات، بينما السلوك الذي نتجاهله يخف ويختفي مع الوقت، فانظر ما هو السلوك الذي تريده من طفلتك أن تكثر منه، وما هو السلوك الذي تريد اختفاءه والخيار لك!

وهنا الفائدة أن تعطي الانتباه للسلوك الذي تريد أن تقوم به وأن يتكرر، بينما نصرف انتباهك عن السلوك السلبي، وتعطيها القدر الأقل من الانتباه، وبالتالي سيختفي مع الوقت.

وبالنسبة للنقطة الثانية في سؤالك حول الخوف.
تكثر مخاوف الأطفال وخاصة عقب حادث كهجوم قطة، حيث يصبح الطفل يخاف ليس فقط من القطة، وإنما قد يمتد ليشمل ربما كل الحيوانات وما شبه القطط من كلاب وغيرها.

وأهم ما يمكن أن نقدمه لهذا الطفل من العون أن لا نستهزئ به أو نعيّره من خوفه هذا، أو تأنيبه على بكائه، وإنما أن نقدم له التشجيع والطمأنة وخاصة غير المباشرة، ويفيد جدا أن يتحدث أحد الوالدين كيف أنه عندما كان في طفولته كيف أنه كان يخاف من القطط والكلاب، وكيف كان يشعر، وكيف أنه تجاوز هذا مع الوقت، فكل هذا يجعل الطفل يشعر بأنه أمر عادي أن يخاف الإنسان من حيوان ما كالقطة.

حاولوا تنمية ثقة الطفلة في نفسها في الأمور التي تتقنها أو تحب القيام بها مهما كانت بسيطة، فكل هذا ينمي عندها ثقتها في نفسها مما يعينها على تجاوز هذا الخوف وغيره.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً