الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصاب برجفة عند التفكير بأي موضوع.. فهل من علاج لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي منذ الصغر حيث إني لا أختلط بالناس وأتحاشى ملاقاتهم، وأشعر بخجل وخوف من نظراتهم لي، الآن وبعدما كبرت أشعر بأن المشكلة قد خفت كثيرا بسبب طبيعة عملي كمندوب مبيعات، ولكن عندي مشكلة تكاد تقتلني وهي الخوف أشعر بخوف داخلي عند التفكير بموضوع معين، ورجفة داخلية، وسرعة دقات القلب حيث إنه خوف غير مبرر وأنه موضوع عادي لا أعلم لماذا!

وأيضا أعاني من تشتت ذهني، وأيضا عند الجلوس مع النساء، سواء أقرباء لي أو غير أقرباء، أحس بخجل وعند تقديم لي الشراب، وأمسك الفنجان ألاحظ رجفة في يدي، ولا أستطيع الشرب تكاد أن تكون ملحوظة للآخرين، وأيضا عند الحديث مع الآخرين لا أستطيع الربط بأحداث الموضوع، ولا أستطيع سرد قصة قيلت لي بطريقتها السليمة، وأحس أني تائة.

أيضا أتلعثم عند المخاطبة مع الآخرين في بعض الكلمات التي أحرفها متتالية، وبعض الأحرف الأخرى وعند بداية الحديث أحس أن شخصيتي ضعيفة ومسيطرة علي من الآخرين، أحلم بالشخصية القوية، تركيزي مشتت.

أرجو أن تصف لي علاجا دوائيا يفضل أن يصرف بدون وصفة؛ لأن هناك تشديدا على هذا الأمر.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أنت لديك أعراض عامة لما نسميه بالرهاب الاجتماعي من الدرجة البسيطة، ومن وسائل العلاج المهمة جداً والضرورية هو أن لا تربط ما بين الخوف الذي كان في فترة الصغر، وما تعانيه منه الآن من صعوبات عند المواجهات، الخوف في مرحلة الطفولة قد يكون أمرا عاديا جداً له تبعات سلبية كبيرة إذا حاول الإنسان أن يربطه بحاضره.

فيا أخي الكريم: افصل تماماً ما بين المرحلتين العمريتين، وأنت الآن تعمل مندوب مبيوعات وهذه فرصة ممتازة جداً لك من أجل تطوير مهاراتك الاجتماعية، كثف من التواصل الاجتماعي، دائماً حاول أن تكون أنت الذي تبدأ بالسلام حين تقابل الناس تحيهم تحية ممتازة تحية الإسلام، وتذكر أن تبسمك في وجه إخوتك صدقة، إذن التواصل الاجتماعي مهم ومهم جداً.

بالنسبة لموضوع الجلوس مع الناس أرجو أن يكون ذلك قائم على الأسس الشرعية، هذا هو الذي فيه المنجى وهو الأفضل، حتى من الناحية النفسية والسلوكية.

بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك نعم -الحمد لله- تعالى توجد أدوية ممتازة جداً وفعالة جداً لعلاج قلق المخاوف، إن شاء الله تعالى حين تستعمل الدواء سوف تحس أن الخوف ذهب، وأن التركيز لديك قد تحسن، وكذلك درجة التفاعل الاجتماعي، ودرجة الفاعلية العامة للحياة سوف تتحسن لديك، من أفضل الأدوية دواء يعرف باسم سيرتللين هذا هو اسمه العلمي له مسميات تجارية أكثيرة منها اللسترال وزولفت، وربما يكون له اسم تجاري أخر في فلسطين، أبدأ بتناول الدواء بجرعة نصف حبة (25) مليجرام تناولها ليلاً لمدة عشر أيام بعد ذلك اجعلها حبة كاملة تناولها لمدة شهر ثم اجعلها حبتين ليلاً، هذه الجرعة العلاجية استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر أخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب السيرتللين هنالك دواء بسيط جداً يعرف باسم أندرال أرجو أن تتناوله بجرعة عشر مليجرام صباحا ومساءً، لمدة شهرين ثم عشرة مليجرام في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناولها، هذه أدوية سليمة فاعلة غير إدمانية، وفي معظم الدول لا تحتاج إلى أي وصفات طبية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً