الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي يرغم زوجتي على مصافحة الرجال.. فكيف أقنعه بحرمة ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

يوم عيد الفطر زرت بيت والداي أنا وزوجتي وطفلي، بعد قليل أدخل والدي ابن عمي علينا بدون سابق إنذار! فقامت زوجتي التي لم تكن مغطية رأسها في تلك اللحظة إلى غرفة أخرى هي وأختي الصغرى، فتبعهما والدي وبدأ يصرخ عليهما ويسبهما، وطالبهما أن يسلما على أي رجل يأتي إلى البيت عندنا!

الآن زوجتي أقسمت أن لا تزور عائلتي حتى يعتذر أبي، وأنا أعرف أن أبي لن يعتذر.

مشكلتي أنني بين نارين، نار الزوجة ونار الأب، فمن أتبع؟

والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد اسكسل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبًا بك - أيها الأخ الحبيب - في استشارات إسلام ويب.

لا شك - أيها الحبيب – أن ما فعلته زوجتك هو الصواب المُرضي لله سبحانه وتعالى، وينبغي أن تُشكر هذه الزوجة على التزامها وتدينها، وأن تُشجعها على ذلك، لا أن تُكبت وتتُخوّف بالعمل بمعصية الله تعالى، فنحن نصيحتنا لك - أيها الحبيب - أن تكون سندًا لزوجتك ومعينًا لها على طاعة الله تعالى، وكن على ثقة بأن تدينها سيعود عليك بالنفع، فهي أُمٌّ لأولادك، ولن تجد برَّ أبناءك في حالٍ كما تجده في حال تدينهم وتنشئتهم على التربية الصالحة، فنحن ننصحك – أيها الحبيب – بأن تُكثر من شكر الله تعالى على أن رزقك زوجة صالحة، وأن تكون عونًا لها على الطاعة، مشجعًا لها عليها، ولا يجوز أبدًا أن تطيع والدك في أن تُرغمها على معصية الله تعالى، كما لا يجوز لها هي أن تطيعك إذا أمرتها أنت بذلك.

وأما أبوك فواجب عليك أن تُحسن إليه، وأن تبرّه وإن فعل ما فعل من معصية، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وإن جاهداك على أن تُشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا}، فأمر بمصاحبتهما بالمعروف، مع كونهما يجاهدان الولد ليكفر بالله تعالى، فاحرص على إرضاء والدك في غير معصية الله تعالى، وحاول أن تترفق به لتقنعه بأن ما فعلته الزوجة وأختك الصغيرة هو ما يوافق مرضاة الله تعالى، ونحن على ثقة بأن الرفق سيكون له أثرٌ بالغ في نفس والدك، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه.

وحاول أن تُظهر لزوجتك سرورك وفرحك بالتصرف الذي فعلته من كونها لم تستجب لما طُلب منها من السلام على الرجل الأجنبي، أو وضع حجابها أمامه، فذلك بلا شك سيكون داعيًا إلى تثبيتها على ذلك، وسببًا لفرحها وقبولها بأن تتنازل عن بعض الموقف الذي اتخذته تجاه والدك، فحاول أن تقنعها بأن تتخذ الموقف الوسط، وذلك بأن تزور والديك وتسلم عليهما دون أن تقع في معصية من معاصي الله تعالى، وأنه لا يجوز لها فضلاً عن أنه يلزمها أن تطيعهما في معصية الله، ونحن على ثقة بأنك إذا ترفقت بزوجتك فإنها ستتفهم الموقف وستفعل ما هو صواب بإذن الله.

نسأل الله تعالى أن يقدر لكم الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات