الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي أني لا أستقر على علاج!

السؤال

جزاك الله خيراً يا دكتور على ما تقدمه من استشارات لخدمة الناس، وجعلها في ميزان أعمالك.

قبل سنتين راجعت أحد الأطباء النفسيين، وشخص حالتي أنها قلق نفسي، وصرف لي دواء سيبرالكس، استخدمته لمدة سنة ونصف، وقد تحسنت كثيراً، بل أحسست بالشفاء التام، بعد ذلك طلب مني الطبيب التوقف عن استخدام السيبرالكس، واستخدام الليكسوتانيل عند اللزوم، وبعد ثلاثة أشهر أحسست ببعض أعراض القلق، راجعت الطبيب النفسي مرة أخرى وشرحت له حالتي، فوصف لي عقار بريستك؛ لأني طلبت منه عدم وصف سيبرالكس بسبب آثاره المزعجة، من عدم رغبة جنسية، والإطالة في القذف، وكذلك زيادة الوزن، قمت بتجربة البرستيك، وآذاني من حيث آثاره الجانبية، من عدم القدرة على النوم، والاسترخاء، وكذلك الإطالة في القذف أثناء الجماع، فقرر الطبيب وقف استخدام البرستيك، وصرف لي الويلبوترين إكس إل، استخدمته لمدة أسبوع وانزعجت كثيراً من آثاره الجانبية، من عدم القدرة على النوم، ونوبات القلق، وذهبت مرة أخرى للطبيب، فوصف لي ريميرون، واستخدمته لمدة شهر وارتحت عليه كثيراً، إلا أنه فتح الشهية عندي بشكل غير طبيعي، وزاد وزني كثيراً، فذهبت إلى الطبيب فصرف لي مؤخراً فالدوكسان حبتين في اليوم، كل حبة 25 مجم، وأنا الآن عليه منذ ثلاثة أسابيع.

المشكلة في الوقت الحالي أني أعاني من قلق بسبب استخدام خمسة أدوية مختلفة، وعدم الاستجابة لها، وأنا قلق في حال عدم استجابتي لدواء فالدوكسان، فماذا سيكون علاجي؟ وكيف سأسيطر على القلق العام الذي أعاني منه؟ حيث أني أرتاح لدواء يسبب الاسترخاء وليس له آثار على الجنس والوزن، أو أي أعراض أخرى خطيرة على المدى الطويل، فما هو رأيكم فيما أعاني منه؟ من حيث ضعف الاستجابة للأدوية والتأثر بآثارها الجانبية؟ وماذا تقترحون علي من دواء مناسب لحالتي؟ وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

التنقل بين الأدوية ظاهرة معروفة، ونشاهدها كثيراً في الطب النفسي، والتخوف من الآثار الجانبية هو أحد الأسباب التي تجعل الناس يتنقلون من دواء لآخر.

بالنسبة لحالتك: موضوع القلق والتوتر هذا يمكن علاجه بعدة آليات من الدواء، والآليات الأخرى هي الآليات السلوكية، مثل ممارسة الرياضة، وتطبيق تمارين الاسترخاء، والتفكير الإيجابي، وإدارة الوقت بصورة طيبة، وأن يكون له وقت للإبداع والاطلاع واكتساب المعرفة، والترفيه عن النفس، وأن يفكر في أن يكون قلقاً في أمر إيجابي محفز لا ينظر إليه نظرة سلبية، هذه أخي الكريم طرق جيدة ومفيدة إذا جعلها الإنسان نمطه.

الأمر الآخر المهم: أرجو ألا يكون في بالك هماً حول الأدوية، فهي -الحمد لله- سليمة وجيدة، والتطور الذي حدث في عالم الطب النفسي نعتبره تطوراً كبيراً ومشهوداً، والذي أراه الآن هو أن تستمر على الفالدوكسان مع احترامي الشديد لطبيبك، ربما الجرعة المطلوبة هي حبة واحدة على الأقل في الشهرين الأولين، وبالتأكيد لابد أن تتأكد من وظائف الكبد؛ لأن هذا الدواء لا يشكل أي خطورة، لكن في بعض الأحيان ربما إنزيمات الكبد تكون قليلة، لذا نقول للناس يفضل أن تفحصوا وظائف الكبد قبل بداية الدواء، حتى إذا اتضح أن هنالك ارتفاعاً بسيطاً في إنزيمات الكبد لا ينزعج الإنسان، وإذا كان الارتفاع بسيطاً هذا ليس مانعاً للاستقرار على الدواء أبداً، وإذا رأى الطبيب أن ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم فلا بأس في ذلك، وهي الجرعة القصوى، فهي جرعة في النطاق السليم.

الفالدوكسان يجب أن يدعم بأدوية أخرى، مثل عقار بوسبار، وهو دواء مضاد للقلق في الأصل، بالرغم من أنه بطيء، لكنه ممتاز وفاعل، ولا يزيد الوزن، وليس له تأثيرات سلبية على الجنس، فيمكن بعد التشاور مع طبيبك أن تتناول (5) مليجرام صباحاً، و (5) مليجرام مساءً، وتستمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها (10) مليجرام صباحاً ومساءً، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى (5) مليجرام صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول البوسبار، وإن رأيت الاستمرار في الفالدوكسان لمدة لا مانع في ذلك أبداً.

الفالدوكسان يمكن تدعيمه بأدوية بسيطة أخرى، مثل الديناكسيد، والفلوبنتكسول، لكن من جهة نظري أرى أن البوسبار هو الأفضل.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأرجو أن تأخذ بالجانب المهم في العلاج، وهو التفكير الإيجابي، وتغيير نمط الحياة في موضوع تناول الأدوية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً