الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعرف مشكلتي ولا أجد لها حلاً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحبة الاستشارة للرقم (2152594) أرسلت من قبل للموقع وتم الرد على مشكلتي، لكن ما أريد قوله هو أنني أعلم ما هو سبب الوساوس التي تأتيني بأنني مراقبة، وهناك من صورني.

ارتكبت خطأً سيئاً جداَ قبل تسعة أشهر أو أكثر، وكنت وحدي عند ارتكابي لهذا الخطأ، لم يكن معي أحد من البشر أبداً، ومنذ ذلك اليوم وأنا لا أستطيع أن أبعد من بالي فكرة بأن هناك من صورني.

الذي أربكني أكثر أن هناك أشخاصاً تغيرت معاملتهم معي! وأخبرت صديقتي بالأمر وقالت لي بأني أنا أتوهم لأنني قمت بفعل شيء سيء، لكني أعلم من الداخل بأن هناك من يراقبني.

أنا متأكدة من ذلك وتغيرت كثيراً على من حولي، وأصبحت انطوائية، ولا أخرج من غرفتي، دائماً أنام وأحياناً أمنع نفسي من الأكل، وأحياناً آكل بشراهة.

حتى صديقاتي لم أعد أتواصل معهن، شخصيتي كانت معهن بشوشة جداً، والآن العكس تماماً، لا يوجد تاريخ أي مرض نفسي بعائلتنا، كل عائلتي جيدون في حياتهم ما عدا أنا!

لا أريد الذهاب لطبيب نفسي أشعر بالحرج من هذا الموضوع، كيف أخبر أهلي حتى وإن أخبرتهم وذهبت لزيارة الطبيب لا أريد أن يعلم أهلي بأي شيء من الذي أشعر به .

شاكرة لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أنت ذكرت أنك تعرفين أسباب هذا التفكير الذي يستحوذ عليك، وترجعين ذلك إلى الخطأ الذي ارتكبته، أياً كان هذا الخطأ فالإنسان يدعو الله تعالى أن يغفر له إن كان ذنباً، وإن كان أمراً من أمور الدنيا، فالإنسان يصلحه بعدم تكراره، حقيقة الأفكار التي تسيطر عليك.

أريد أن أستعمل كلمة وهم أو توهم لأنها ربما تكون منفرة بعض الشيء، لكن الذي أؤكده من خبرتي العلمية المتواضعة أن هذه الحالات كثيراً ما تعرض علينا، وهنالك إجماع تام أن هذه الأفكار هي أفكار اضطهادية، أفكار قائمة على سوء التأويل، ولذا لا نعتبرها صحيحة، ومن أهم وسائلها التشخصية أن صاحبها لا يقبل حجة أنها غير صحيحة، بمعنى أن قناعته بها تكون مطبقة وعدم الاقتناع بأن الفكر المسيطر ليس صحيحاً، وهو معيار تشخيصي كما ذكرت لك.

كل ما ذكرته يؤكد طبيعة الحالة التي تعاني منها، والذي يهمني ويهمني جداً أن أؤكد لك أن هذه الحالة يمكن أن تعالج، ولكن يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب المباشر.

الذي أود أن أقترحه عليك هو أن تخطري عائلتك، ليس جميع أفراد العائلة لكن من تثقين أنه سوف يتجاوب مع شكواك، واذكري له أنه قد تواصلت مع استشارات إسلام ويب، وقد تم نصحك بالذهاب إلى الطبيب، ولا مانع أبداً أن تعرضي محتوى هذه الاستشارات على أحد أفراد أسرتك كما ذكرت لك.

يجب أن يكون لك قناعة تامة بأن المرض ليس بعيب، وما دام علاجه متيسراً، فهذا يعني أن الإنسان يجب أن يطرق باب العلاج، وأنك صغيرة في السن واستجابتك للعلاج سوف تكون ممتازة.

لا نريد أبداً إضاعة الزمن، لأن هذه الحالات يعرف أنها بمرور الزمن قد تطبق على الإنسان مما يجعل العلاج لا يخلو من صعوبة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً