الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لي التواصل مع خطيبي عبر الرسائل لمناقشة بعض القضايا؟

السؤال

السلام عليكـم ورحمة الله وبركاته .

أنا صاحبة الاستشارة رقم 2144764، بفضل الله تقبل أبي الوضع وجاؤوا لخطبتي، بينما شروط أبي لازالت نفسها (أي لازلت صغيرة) ،ويجب علي إكمال دراستي أولاً، حينها لم يقل الشاب شيئاً، لكن بعد الخطبة بأيـام تبين أنه لا يريدني أن أعمل بعد الزواج، ومتضايق من طول فترة الانتظار، أنا لست ضد فكرة عدم العمل، بالعكــس.. ولكن لست أنا من يقرر، وهذا يؤنب ضميري، أنا راضيـة بشروطه، لكن أهلي قد يرفضون الشرطيـن أو يقبلان بفكرة العمل ويرفضان المدة (3سنوات)، ما الذي يجب علي فعله؟ وهل يجوز لي أن أتواصل معه عبر الرسائل على الموبايـل كي أتفاهم معه بحدود شرعيـة طبعاً؟

جزاكم الله خيـراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد :

فبداية نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونهنئك بهذه الخطوة التي قبلت فيها الأسرة مسألة الخطبة، وأعتقد أن الخطيبة تستطيع أن تتواصل مع خاطبها بالتفهم في مثل هذه الأمور، التي نتمنى ألا تعلنيها أمام الأسرة الآن، وأرجو أن نعرف إذا كان هذا الخاطب مناسباً وصاحب دين يستطيع أن يدير بيته ويقوم بمسؤولياته وهو أهل لهذه المسؤوليات، فلن تكون هناك أهمية لمسألة العمل، وإن كنا نتمنى أن يتنازل من أجل الدراسة، الدراسة هي المهمة، ولا يعتبر الزواج عائقًا في طريق الدراسة، فإذا سمح لك أن تدرسي وتكملي دراستك وتحتفظي بالشهادة فهذه الخطوات لا بأس بها، وأعتقد أن الأسرة ستقبل بهذا الجانب.

أما مسألة العمل فالمرأة أصلاً عندها عمل في بيتها مع زوجها ومع أسرتها، وحتى عندما يأتي أطفال يحتاجون إلى أم متفرغة، ولذلك الأصل في عمل المرأة هو أن تقوم برسالتها العظيمة، رسالة الأمومة وخدمة الزوج، إذا كان قادراً على أن يدير البيت وأن ينفق على أهله بالمعروف وبالوضع الذي يناسب مثلك في البلد ويقوم بمسؤوليته كاملة، فهنيئًا للمرأة التي تجد الرجل الذي ينفق عليها ويؤدي ما عليه ويقوم بواجباته كاملة، ثم يطلب منها أن تمارس دورها كأم وكزوجة على أكمل الوجوه.

ولكن ليس من المصلحة أن تعلني مثل هذه الأمور أمام أهلك، ولكن يمكن أن تتفاهمي معه بأن يؤجل طرح هذه المسائل ويسعى في إعداد نفسه للزواج، ولا مانع من أن يكرر المحاولة ويعرض طلبه ونفسه مرة أخرى، وعندها سيكون عمليا، والأسرة سوف تتفهم موقفه إذا وجدت منه تجاوباً واهتماماً وتحملاً للمسؤولية.

كما أرجو أن تفهمي أهلك أنك صغيرة في أيام العمر لكنك ناضجة وعاقلة، وطبعًا هذه لست صغيرة فيها، لكن إذا أثبت لهم أنك عاقلة وأحسنت التصرف، فقد يتغير هذا الوضع ويتغير الكلام وفهم الأسرة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، ونقول: لا مانع من التفاهم حول هذه الأمور، والخطبة أصلاً ما شُرعت إلا ليحصل التفاهم في الأمور الأساسية، أما الخلوة أو الكلام الذي يخرج عن الإطار فهذا هو الذي لا يُقبل، لكن أن يكون الكلام حول مسألة الدراسة ومسألة متى وكيف وماذا نفعل؟ هذه أمور لا حرج فيها، وأرجو أن يكون هذا أيضًا بمقدار، حتى لا تدخلي في حرج مع أهلك، لأن التوسع في الكلام سوف يؤثر أصلاً على دراستك، ويؤثر عليك وعليه، فإذا حصل الوفاق وكان الشاب مناسبًا فإنا نقول: (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح).

نسأل الله أن يقدر لك وله الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً