الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أترك العمل وأبحث عما يطورني أم ماذا أفعل؟

السؤال

أبلغ من العمر 30 سنة- متزوجة، - لدي 3 أطفال- خريجة خدمة اجتماعية، حاصلة على الماجستير بتقدير ممتاز، موظفة حاليا بمدرسة أهلية كمرشدة طلابية، أقوم بما يطلب مني على الوجه المطلوب.

والعمل ليس كثير أو مجهدا إلا أني لست مرتاحة في عملي، وأشعر بالتهميش، وعدم الانسجام مع الموجودين، يوجد نواقص بالمكان: كجهاز الحاسب الآلي وغيرها من الأمور التي تسهل عملي، ولكن هناك مماطلة في جلبها لي مما يؤخر عملي، بحثت عن عمل آخر ولم أجد برغم مؤهلي الجيد.

في المدرسة لا يوحد تقدير لما أقوم به من الإدارة، علاقتي بالطالبات ممتازة، فكرت كثيرا في ترك العمل راتبي 5000 ريال كبقية الموظفات برغم أن شهادتي أعلى، ولكن ليست هنا المشكلة، فلا يهمني المال بقدر شعوري بالراحة النفسية إلا أني لم أجدها، أفكر أن أطور لغتي الانجليزية لالتحق ببرنامج الدكتوراه إلا أن وقتي محدود في ظل وجود أطفالي اللذين أهتم بهم عند عودتي من المدرسة.

أنا أريد أن أطور نفسي بحضور دورات ومحاضرات إلا أني لا أستطيع، وزوجي ليس متحمسا كثيرا لذلك، مع العلم أني فقدت الكثير من مهاراتي، وحماسي منذ سنتين تقريبا، وهي فترة عملي بالمدرسة؛ لأن الجو لا يحفز ولا يطور.

والمحيطين بي يعملون المطلوب، وأحيانا أقل وهذا يتعبني؛ لأني أحب الإبداع، في بداية التحاقي بالعمل كنت أصرف من جيبي الخاص على برامج المدرسة إلا أني لم أتلق الدعم والتشجيع من أحد فأصبحت أعمل ما يطلب مني فقط.

أصبحت شخصيتي مختلفة، وعصبية مع زوجي، وأبنائي- في بعض الأحيان أتشتت، وأفقد التركيز وأنسي مواقف كثيرة مررت بها أفكر الآن بترك العمل بالرغم أنه لم يتبق على نهاية السنة الدراسية إلا 5 أشهر تقريبا؛ لأني أشعر أن وظيفتي هذه أحبطتني، ولم تضف لي شيئا، أيضا أطفالي صغار، ولدي الكبير عمره 12، والثانية بنت وعمرها 5 سنوات، والثالث ولد وعمره شهر واحد، أتركهم مع الخادمة أحيانا، وهي عصبية جدا.

هل أترك العمل وأبحث عما يطورني أو أستمر فيه مع الإحباط، وعدم الشعور بالراحة؟

أرشدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سولاف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الثقة فينا والكتابة إلينا.

لاشك أنه وضع صعب تجدين نفسك فيه، ولكن لفت نظري أن طفلتك الأصغر عمرها شهر واحد فقط، فأولا: -الحمد لله- على السلامة، وثانيا: كيف صحتك البدنية والنفسية عقب الولادة، فكثير من النساء يمكن أن يعانين مما يسمى "باكتئاب ما بعد الولادة" فأرجو أن تنتبهي لهذا الأمر، فقط من باب الاحتياط.

أول ما يخطر في ذهني بالنسبة لوضعك في المدرسة هو أن لا تتركي عملك الآن، وإنما تتابعي لنهاية العام الدراسي، إلا إذا كانت النقطة الأولى السابقة تجعلك تأخذين إجازة للراحة المتعلقة بالوضع.

بعض الحيرة التي تعانين منها، يشترك معك فيها الكثير من الناس، بسبب الحيرة بين الاستمرار في الوظيفة، والرغبة في التطوير، والمزيد من التعلم كاللغات وغيرها.

نعم حاولي البحث عن عمل يتناسب أكثر مع طموحاتك وشهاداتك وخبراتك، ولكن في مرحلة من المراحل على الإنسان أن يقنع نفسه بالعمل الذي يقوم به، ويحاول أن ينمّي نفسه ويطوّر إمكاناته ومهاراته، وهما تجاهل الناس قيمة عملك، ولم يقدّروه حق قدره، فليس هناك شيء يضيع عند الله، وهما تجاهل الناس ما تقدمينه، فمع الوقت سيفرض عملك موقعه على الأرض، ولا يصح إلا الصحيح، ولو بعد حين.

لا ننسى - أختي الفاضلة - على أن الحماس والنشاط والفاعلية إنما تصدر من داخل الإنسان، نعم يمكن للعوامل الخارجية أن تساعد، إلا أن الأساس هو الداخل، أو بمصطلح القرآن "ما بأنفسهم".

إن أكثر ما سرني في سؤالك علاقتك الطيبة مع الطالبات، فيا لها من فرصة رائعة لتضعين لمسات شخصيتك في حياة هؤلاء الفتيات، ولاشك أنهن سيذكرون ولسنوات وسنوات كيف كنت تتعاملين معهن.

وفقك الله لكل خير، ونفع بك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان أكرمه

    لااملك مال وغير موفق في عملي ولا أصلي ولا أصوم واري كل من حولي سعداء وأريد التوبه والرجوع الي الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً