الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهبة وأحلام اليقظة، فهل من حل؟

السؤال

السلام عليكم..

لم أجد لي منفذا إلا أنتم، وأنشد العلاج، أنا شاب في الثالثة والعشرين من العمر، أعاني من عدة مشكلات:

1- الرهبة من التعامل مع الناس، حتى في عملي، والرهبة مصاحبة لي، فلا أستطيع أن أقول (لا) لأحد، أو أكون حازما في عملي، بالإضافة إلى اللجلجة في الكلام مع الغرباء.

2- أحلام اليقظة: فأنا دائم السرحان، حتى في العمل وفي الشارع، لدي أحلام اليقظة أو تخيل المواقف التي حدثت، والتفكير فيها مرة أخرى، وإكمالها (مثل أنا لو كنت عملت كذا) مما يسبب الأخطاء في العمل نتيجة السرحان، وعدم التركيز، وأيضا تلك التخيلات ترهقني جدا، كما أنها تجعلني أشعر بالإحباط حين العودة للواقع، والحقد للأسف الشديد على غيري.

3- الشك في الجميع، وسوء الظن بكل قريب مني، وفي العمل بشكل لا يطاق.

4 - العصبية الزائدة: وإن كنت لا أستطيع إخراجها في العمل، لكن للأسف أفرغ تلك الشحنة في أصدقائي والعائلة لأتفه الأسباب، لأعوض ما كنت أريد فعله أمام من يستفزوني في العمل، كما أني أستيقظ وفكي يؤلمني، وعلمت من الطبيب أني أطبق بشدة على أسناني أثناء النوم.

5- تقلب المزاج بين السعادة والحزن بشكل سريع جدا، وعدم الثبات على رأي، ساعة متدينا، وساعة متحررا جدا.

6 - العادة السرية ومشاهدة الأفلام الجنسية المثلية، وهذا كارثة، وهي أيضا من العوامل التي تصيبني بالكآبة.

أريد حلا، وهل توجد أدويه تنصحونني بها؟ وهل للأدوية النفسية مخاطر؟ وهل تسبب الإدمان وبدونها أنتكس؟ أمامي شهران حتى أزور الطبيب النفسي بسبب عملي في مدينة أخرى، أرجوكم أنا لا أحتمل حياتي بهذا الشكل، فما هو مرضي؟ وهل من علاج تنصحونني به؟ وكيفية تناوله؟ وهل تنصحونني بزيارة طبيب حين عودتي؟

آسف على الإطالة، وأتمنى مساعدتكم بعد الله عز وجل، راجيا أن يضعكم الله سببا في علاجي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راغد عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن النقاط الستة التي سقتها وعرضت من خلالها الأعراض والسمات النفسية التي تظهر عليك واضحة لدرجة كبيرة، وأقول لك أنك تعاني من قلق المخاوف، مع شيء من تقلب المزاج، والذي يظهر لي أيضًا أن ضوابطك على شخصيتك ليست بالصارمة، لذا تقع في هذه الانزلاقات السلوكية من وقت لآخر، وتقلب المزاج قد يقود الإنسان للقيام بأمور مدمرة لنفسه، على الأقل على النطاق المعنوي والمزاجي، فممارسة العادة السرية التي ذكرتها ومشاهدة الأفلام الجنسية – خاصة الممارسة الجنوسية لأهل الشواذ واللواط – لا شك أن هذا أمر مؤسف وهذا أمر مؤلم جدًّا، ويُدخلك في المزيد من الإحباط.

فيا أخِي الكريم: الحكمة تقول فيما يخص العلل النفسية (يجب أن نزيل الأسباب أولاً إن وجدت) فأعتقد أن هذه الممارسات تعكر صفوك، وتؤدي إلى المزيد من الشعور بالكآبة وتقلب المزاج؛ لأن ما تفعله يتصادم مع قيمك، وأحسبُ أن قيمة الفضيلة لديك متوفرة، بل عالية جدًّا، فأرجو أن تزيل الأسباب، وهذا لا شك أنه يساعدك كثيرًا.

ثانيًا: كن إيجابيًا في تفكيرك، وانظر إلى الأشياء الطيبة والجميلة في حياتك، وحاول أن تقدرها وتقيمها وتسعى دائمًا لتطويرها.

ثالثًا: الرفقة الطيبة دائمًا تقود الإنسان إلى ما هو طيب وخير.

رابعًا: لماذا لا تفكر في الزواج؟
فالزواج رحمة وسكينة ومودة، وفيه استقرار كبير لك.

فيما يخص العلاج الدوائي: أنا أرى أن محسنات المزاج سوف تساعدك، وأرى أن عقار زيروكسات والذي يعرف تجاريًا باسم (باروكستين) سيكون دواءً مناسبًا بالنسبة لك، والجرعة التي تبدأ بها هي نصف حبة – أي عشرة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجرامًا – تناولها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة (عشرين مليجرامًا) تناولها ليلاً، واستمر عليها حتى تذهب وتقابل الطبيب النفسي.

أنت ذكرت أنك تستطيع أن تقابل الطبيب بعد شهرين من الآن، وهذا جيد جدًّا، لأن مقابلة الطبيب تعطيك مجالاً أكبر وأوسع من أجل الحوار والأخذ والرد، وبعد أن يشرح لك الطبيب الحالة بدقة أكثر سوف يضع لك الآليات العلاجية، ومن جانبك - أخي الكريم الفاضل – اجتهد في نفسك، وأسأل الله تعالى أن يشفيك وأن يعافيك، ومن ناحيتي أشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً