الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكرار الإجهاض يعيقني عن التفكير بالحمل ثانية!

السؤال

السلام عليكم

أشكركم على الإجابة على استشاراتي رقم2144112 و2152932 ، وأود أن تفيدوني بحالتي، فلقد حدث لي إجهاض رابع على التوالي، وأجريت جميع التحاليل المطلوبة، وكلها سليمة، وأخذت (الفوليك اسيد، وبيبي اسبرين)، منذ فترة، وحبوب الغدة 50، ومع ذلك حصل الإجهاض، حيث كان الحمل بكيس بدون جنين في الأسبوع السادس.

نفسيتي تعبانة جداً من ذلك، فأنا أخاف التفكير مرة أخرى بالحمل حتى لا يتكرر ما حدث، فأرجو منكم أن تنصحوني، وتوضحوا لي حالتي، وما الذي يجب أن أقوم به؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ندعو الله أن يعوضك بكل خير, وأن يجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك.

إن تكرر الإجهاض بدون وجود سبب واضح هو من التحديات التي تواجه الأطباء في كل مكان, فلا يوجد الكثير لفعله في مثل هذه الحالات, كما أن التفسيرات التي يقال بها قد لا تكون دائما مقنعة للزوجين, وهذا ما يزيد من حيرتهما وخوفهما.

إن تأكد بأن الحمل عندك كان بكيس فارغ، خاصة إن تكرر هذا الأمر في الإجهاضات السابقة, أي لم يكن الكيس يحوي على مضغة, فإن هذه الحالة سببها في كثير من الحالات وجود خلل في صبغيات البويضة أو في صبغيات الحيوان المنوي.

إن مثل هذا الخلل الصبغي متوقع أن يحدث بنسبةٍ أعلى عند المرأة بعد تجاوز عمر الخامسة والثلاثين, كما أنه قد يحدث أيضاً في الحيوانات المنوية بدون سبب.

وللاحتياط, وبسبب حدوث أربع إجهاضات متتالية, فإنه من المستحب الآن أن يتم عمل تحليل للصبغيات لك ولزوجك, بالرغم من أنك قد أنجبت سابقاً, وبشكل طبيعي -والحمد لله-.

إن النصيحة التي أقدمها في مثل هذه الحالات هي: إن كنت راغبة بشدة بالحمل, فعليك بعدم اليأس بل بتكرار المحاولة, لكن بعد أخذ استراحة مدة ثلاثة أشهر بعد الإجهاض, فمهما كان سبب الإجهاض، فإن نسبة نجاح الحمل مجددا تبقى أعلى من نسبة حدوث الإجهاض -إن شاء الله- فإن كنت مستعدة لتقبل النتيجة مهما كانت, وكنت متفهمة بأنه لا شيء مضمون, فهنا يمكنك التجربة من جديد.

مع البدء بتناول العلاجات التجريبية الآتية:

- حبوب نسميها الغلكوفاج عيار 850 ملغ حبة يوميا في الأسبوع الأول, ثم حبتين يومياً بعد ذلك، واستمري عليها بعد حدوث الحمل.

- الاستمرار على تناول حبوب الفوليك أسيد.

- التأكد من أن تحليل الغدة الدرقية، وهو الـTSH هو في حدود 3 أو أقل.

- فور حدوث الحمل يجب البدء بحبوب اسبرين الأطفال والهيبارين, أو اسبرين الأطفال مع حبوب البريدنيزون.

أكرر لك بأن هذه العلاجات هي علاجات تجريبية, وهي نوع من الأخذ بالأسباب فقط, ويبقى التوكل على الله عز وجل هو الأهم فهو خير الحافظين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً