الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قرر ترك العادة السيئة للأبد .. ماذا يجب عليه فعله؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

جزاكم الله خيرًا على جهودكم شيوخنا الأفاضل، وبارك الله فيكم.

كنت أمارس العادة السيئة منذ 4 سنوات، ولم أستطع تركها، مارستها في أوقات الفراغ، والحمد لله قمت بتركها للأبد واستغفرت الله، فهل يغفر الله لي؟ وكيف ذلك؟ وما الذي يجب عليَّ القيام به؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - أيها الولد الحبيب – في استشارات إسلام ويب.

نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يثبتك على توبتك وتركك لهذه العادة، وقد أحسنت – أيُّها الحبيب – حين تبت وعزمت على ترك هذه الممارسة؛ فإنها لا تجلب لك خيرًا، إذ هي جالبة لشرور كثيرة، وهي مع هذا كله لا تُطفئ نار الشهوة، بل تزيدها إضرامًا.

وأما ما فات مما فعلت فبتوبتك يُمحى عنك - بإذن الله تعالى – فإن الله تعالى يبدل سيئات التائب حسنات كما أخبر في كتابه الكريم فقال: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيما} والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

فاحمد الله تعالى أن رزقك هذه التوبة، وادعُ الله تعالى أن يثبتك عليها ويديمك عليها، وخذ بالأسباب التي تجنبك الوقوع في هذه العادة مرة ثانية، ومن أهم ذلك اجتناب المثيرات المرئية أو المسموعة أو غير ذلك.

ومن ذلك أيضًا: محاولة إدمان الصيام والإكثار منه؛ فإنه وُجاء للإنسان، كما أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم – الشباب بقوله: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وُجاء).

ومن ذلك أيضًا: أن تشغل نفسك بالأشياء النافعة من أمور الدين أو الدنيا، وألا تجعل لنفسك مجالاً للفراغ؛ فإن الفراغ جالب لمفاسد عديدة، والنفس إن لم تُشغل بالحق شغلت صاحبها بالباطل.

نصيحتنا لك - أيها الحبيب – أن تبحث عن رفقة صالحة من الأصحاب الصالحين، فتكثر من مجالستهم، وتشغل نفسك ببرامجهم؛ فإن ذلك مما يعينك على اجتناب السيئات والاستمرار في الأعمال الصالحة.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يأخذ بيدك إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً