الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو الاحتلام؟ وكيف أتخلص من الوسواس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعاني من عدة وساوس، ومنها وسواس المذي والمني، بحيث تأتيني أفكار وصور جنسية رغما عني، لا أستطيع إبعادها، وأخاف أن ينزل مني مذي ينجس ملابسي وينقض وضوئي، ويأتيني أيضا وسواس المني الذي يجعلني أغتسل وأخاف وقت النوم من الاحتلام حتى لا ينزل المني.

سؤالي: هل الاحتلام هو رؤية الفرج والذكر أم رؤية الشخص وهو يجامع؟ كما أرجو أن تجدوا حلا لمشكلتي، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أمل .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:


مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونحن أولاً ندعوك إلى مجاهدة هذه الوساوس، ومحاولة التخلص منها، فإن الوساوس من شر الأدواء التي إذا تسلطت على الإنسان أفسدت عليه دنياه ودينه، ومجاهدتها أمر يسير -بإذن الله تعالى– وذلك بأن تُعرضي عنها إعراضًا كليًّا، ولا تلتفتي إليها، ولا تبني شيئًا من الأحكام عليها، وهذا من تخفيف الله تعالى على من ابتلي بالوسوسة، وذلك بأن شرع له سبحانه وتعالى ألا يلتفت إليها بخلاف الأصحاء.

والمذي والمني -أيتها البنت الكريمة– سائلان متمايزان لكل واحد منهما علامته، فمن السهل التمييز بينهما، ومن أوضح هذه العلامات أن المني إذا كان يخرج في اليقظة فإنه يخرج بتلذذ –أي يتلذذ الإنسان بخروجه– ثم يعقب خروجه فتور في الشهوة، والمذي بخلاف ذلك، فإنه يخرج نعم عند اشتداد الشهوة، ولكن لا يتلذذ الإنسان بخروجه، بل قد لا يشعر بأنه يخرج منه.

وأما المني إذا خرج حال النوم، فإن الإنسان لا يشعر باللذة، ولكن له علامات أخرى، وذلك أن رائحته كرائحة طلع النخل، وهي قريبة من رائحة العجين، وإذا كان يابسًا فإن رائحته تكون كرائحة البيض.

أما المذي فهو ماء أبيض رقيق لزج، وهذه الصفات ليست في المني، وكما قلنا يخرج المذي عند الشهوة، ولكن لا يشعر الإنسان بخروجه، ولا يتلذذ بذلك الخروج، وهذه العلامات –أيتُها البنت الكريمة– كافية بإذنِ الله تعالى للتمييز بين المني والمذي، وفي حال أنك شككت أهو مني أم مذي –الذي خرج منك– فلك أن تعتبريه منيًّا وتغتسلي، أو مذيًا وتتوضئي، والمذي من حيث النجاسة كالبول كما هو معلوم لديك، وأنت إذا اتبعت هذه الطريقة فإنك ستجدين أن الأمر سهل يسير -بإذن الله تعالى–.

لا تلتفتي إلى مجرد الوسوسة والشك في أنه خرج منك شيء، فإذا تيقنت يقينًا جازمًا أنه خرج منك شيء، نظرت بعد ذلك في العلامات التي قلنا، وإذا لم يتبين لك أهو مني أو مذي وشككتِ، فلك التخيير الذي ذكرنا، أما إذا كان مجرد وهم أنه قد خرج منك شيء، فالأصل أنه لم يخرج.

أما الاحتلام فينحصر في رؤية الشخص وهو يُجامع أو نحو ذلك، فقد يكون برؤية ذلك، وقد لا يكون برؤية غيره.

نسأل الله تعالى أن يفقهنا وإياك في دينه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ن.ن

    اسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى كلها وصفاته العلى كلها ان يبارك في من اجاب هذه الاجابه الوافيه الكافيه التي تبعث على الطمأنينه . فجزاه الله عنا وعن السائل وعن كل من استفاد كل خير .. وأسأل الله العلي العظيم أن يعطيه من الخير حتى يرضى وأن يرزقه من حيث لا يحتسب وأن يوفقه في الدنيا والآخره .. آمين يا رب العالمين ..

  • ليبيا سناء

    بارك الله فيك وانا ايضا اعاني من مثل هذه الوساوس جازاك الله اخي المجيب عافاك الله اختي السائلة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً