الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني عدة أعراض فهل هو القولون أم مرض خبيث؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلك يا شيخ أنا في حيرة لا يعلمها إلا الله.

أنا شاب أبلغ من العمر 30 سنة، كنت رياضيًا أمارس كرة القدم، ثم توقفت عن الرياضة منذ 4 أشهر؛ وهذا نتيجة ألم متركز في الجهة اليسرى من القولون، قلت في نفسي غازات وآلام القولون، نظرًا لاعتيادي على هذه الآلام، إلا أن هذا الألم لم يغادر، وأصبح يعيقني في النهوض والحركة والدوران؛ وخاصة عند الجري والقفز، كذلك عند شد عضلات البطن أحس بهذا الألم.

ذهبت إلى الطبيب العام وأعطاني بعض أدوية القولون، وبعد أسبوع لم يتغير عندي شيء، بعدها أعطاني تحاليل دم وبول فكانت سليمة، ازدادت عندي الأعراض وأصبحت الآلام تعم كامل الجهة اليسرى والبطن، مع الفشل العام والقلق والحزن، وانعدام الشهية وبداية هزال الجسم.

توجهت بعدها إلى طبيب الجهاز الهضمي الذي بدوره بدأ يبحث عن فتق في الجهة اليسرى، وكانت قد بدأت عندي أعراض إسهال وإمساك، وتغير في طبيعة البراز، فأعطاني بعض الأدوية للقولون و(سولبيريد) نظرًا للقلق، وبعد أسبوع لم يتغير شيء، وازدادت الأعراض.

لا يخفي عنكم أني بحثت في الأنترنت في تلك الفترة، وقارنت بعض الأعراض لكن النتيجة لم تعجبني وأصبحت لا أفكر إلا في السرطان والأمراض الخبيثة وتدهورت حالتي أكثر.

رجعت إلى طبيب الجهاز الهضمي وأجريت منظار المعدة ولم يوجد شيء، ثم بعدها منظار القولون الكامل ولا يوجد شيء عدا البواسير الداخلية من الدرجة الثانية، وتحاليل حساسية الغلوتان وكانت سليمة، والأشعة السينية وراديو الموجات الصوتية مرتين وكانت سليمة، ثم تحليل البراز وكان سليمًا من الفطريات، أجريت تحاليل الهضم وكانت سليمة lypase - amylase.

الآن أنا في حيرة وألم وقلق منذ 4 أشهر، نتيجة للألم الدائم في الجهة اليسرى الذي يمتد إلى أسفل البطن وأسفل الظهر، وأحس القولون ملتهبًا، وأحيانًا لا أحتمل ملامسة جدار البطن؛ نتيجة إحساسي بالتهاب البطن، والحاجة إلى التبرز مع أنه لا يخرج شيء، وملاحظة المخاط الأبيض الدائم الذي يخرج.

الألم يزداد في الصباح عند النهوض وأحس القولون السيني ممتلئاً وصلباً، وينقص الألم بعد قضاء الحاجة إلا أنه تبقى عندي الرغبة مع أنه لا يخرج شيء.

بعدها ظهرت عندي بعض أعراض البواسير مثل: الحرقة نتيجة العمل والوقوف لمدة ساعات، حتي ظهر عندي في إحدى المرات دم في البراز من الخارج، أحسست أن البواسير نزفت، إلا أن هذا الدم زاد احتمالية إصابتي بإحدى الأمراض الخبيثة؛ فأصبحت في قلق تام، و لا أفكر إلا في المرض، ونسيت العمل وأصبحت لا أخرج كثيرًا وفي حالة نفسية سيئة، صارت بي رعدة في البطن كأنها عصبية ومعاناة دائمة.

أفيدوني يرحمكم الله: قد استعملت العسل المكي وماء زمزم، وبعض الأعشاب دون نتيجة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك -يا أخ جمال- وشكرًا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، ولنبدأ القول بالحمد لله والشكر له على أن الاستقصاءات التشخيصية: من منظار للقولون، وللمعدة، وتحاليل وأمواج فوق صوتية، والفحص الطبي أنها كلها طبيعية، وهذا يكفي لكي يطمئن أي إنسان على أنه لا يوجد أي مرض عضوي سواء مرض خبيث أو غير خبيث.

فقد تم النظر بالعين داخل القولون وهذا أقصى ما يمكن أن يتم عمله؛ لأن هذا أفضل أداة تشخيصية لاستبعاد أي مرض داخل القولون، لذا أنا مستغرب أنه وبعد كل هذا مازال عندك الشك أن هناك مرضًا لم يعرفه الأطباء، ولم يعرفه الطب بعد هو عندك.

ألا ترى -يا صديقي- أنه قد تجاوزنا حدود المنطق، وأصبحت أسير الوساوس، فكيف تريد من الأطباء أن يقنعوك أن الأعراض التي تشكو منها هي: أعراض قولون عصبي بكل ما تشكو من أعراض؛ من ألم وازدياده في الصباح ويخف الألم بعد الإخراج، والإحساس بعد إكمال الإخراج والمخاط.

هناك الكثيرون ممن استطاع بعزيمته وإيمانه أن يهزموا أمراضًا عضوية مضنية، وهناك نماذج بشرية كثيرة، وأنت لا تستطيع أن تخرج من هذه القوقعة!!! وتمضي في حياتك إلى الأمام بدلًا من أن يأسرك الخوف من المرض.

كما تعلم أن أعراض القولون العصبي تزداد مع القلق والتوتر، وهذا سيجعل الأعراض عندك أكثر ظهورًا.

اختلِ بنفسك مع الله في جوف الليل، والناس نيام وقم وتوضأ وصل لله تعالى ركعتي الحاجة، وادع ربك بكل تضرع وعبودية له أن يعينك ويقوي عزيمتك وقل: "اللهم إني تبرأت من حولي وقوتي ولجأت إلى حولك وقوتك يا ذا القوة المتين"، وقم في اليوم الثاني وعد إلى عملك وأنت بعزيمة قوية، تريد أن تتخلص من هذه الوساوس وتمضى في حياتك -فالحمد لله والشكر له- فأنت ليس عندك أي مرض عضوي سواء خبيث أو غير خبيث، ولا أستطيع أن أطلب منك أي تحليل أو أي اختبار، أو إجراء أي استقصاء تشخيصي، والأفضل أن تتوقف عند هذا الحد.

قم في كل ليلة في الليل وصل أيضًا ركعتين، واخشع له وتضرع الله؛ فهو يحب أن نتضرع له ونشكره.

من الأشياء التي تساعد -بإذن الله- مع اللجوء إلى الله تعالى "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" هي: تمارين الاسترخاء، وممارسة الرياضة.

أما العلاج فيمكنك تناول دواء duspataline، وأنا أحيل سؤالك إلى استشاري الأمراض النفسية لكي يساعدك أيضًا في الخروج من هذا، والمضي في حياتك إلى الأمام بدلًا من التوقف بها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. محمد حمودة ...... استشاري أول - باطنية وروماتيزم
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم ...... استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أخي الكريم: أنا أضم صوتي لصوت الدكتور محمد حمودة، والذي أفادك في إجابة مستفيضة، أن الذي بك هو في الحقيقة أعراض وظائفية، ونقصد بذلك: أنها ليست عضوية، وأنا أتعاطف معك –أخي- كثيرًا؛ لأني أعرف أن هذه الأعراض النفسوجسدية خاصة حين تكون متعلقة بالجهاز الهضمي تؤدي إلى الكثير من القلق والمخاوف والوساوس.

فيا أخي الكريم: حتى تكون مطمئنًا يجب أن تتبع الآتي:

أولًا: يجب أن تتجاهل هذه الأعراض، وهذا سوف يكون صعبًا عليك في البداية، لكن بعد ذلك ستجد أنك تطبعت وتواءمت مع هذا التجاهل.

ثانيًا: اذهب إلى الطبيب مرة واحدة كل 4 أشهر مثلًا، ونسمي هذا بالفحص الدوري الروتيني، الذي يطمئن صاحبه تمامًا، فإن كان لديك شكوى، أو ليس لديك شكوى فاذهب، وقابل الطبيب، من أجل التأكد من مستوى الدم، ووظائف الأعضاء الرئيسية، ويطمئن الناس الذين في مثل حالتك حتى لا يتطور موضوعك إلى ما نسميه بالمراق المرضي أي التوهم المرضي.

ثالثًا: الرياضة يجب أن تشمل نقطة أساسية في حياتك.

رابعًا: تناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف والوساوس، والاكتئاب النفسي، وأنت لا تعاني من اكتئاب نفسي، لكن الأعراض النفسوجسدية تعتبر موازيات أو معادلات أو مقابلات للاكتئاب النفسي، لذا وجد أن الأدوية المضادة للاكتئاب والمخاوف تناسب في هذه الحالات.

العقار الأفضل لحالتك هو الدواء الذي يعرف باسم (زيروكسات) ويسمى في الجزائر (ديروكسات) واسمه العلمي هو (باروكستين) والجرعة التي تحتاجها تبدأ بـ 10 مليجرام، تناولها ليلًا بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة تناولها ليلًا لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين 40 مليجرام تناولها ليلًا، واستمر عليها لمدة شهرين، ثم خفضها لحبة واحدة ليلًا لمدة 6 أشهر، ثم اجعلها 10 مليجرام أي نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن الدواء.

ولا مانع من أن تستخدم عقار (سلبرايد) الذي وصفه لك الطبيب، فهو دواء جيد، تناوله بجرعة كبسولة واحدة صباحًا ومساءً، وقوة الكبسولة 50 مليجرام، استمر عليه لمدة 3 أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة لمدة شهر، ثم توقف عن الدواء، ولا مانع قطعًا من تناول عقار duspataline الذي وصفه لك د. محمد حمودة.

أسأل الله لك العافية والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر amir

    السلام عليكم ورحمة الله اخي أريدو أن أوجه نضرية صغيرة فقط لكي لايكون أخي جمال مخطئ لأن السحر يفعل تلك الآلام وهدا السحر يفعل مالم يقدر على رأيته اي طبيب ولا بروفسور إلى برقية الشرعية وكتاب الله جلى وعلى نصيحتي إدهب الى راق يخاف الله ومتقي وهو يرقيك والله هو الشافي سلام عليكم ورحمة الله.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً