الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل جرثومة الحمل هي جرثومة القطط أم لا؟ وهل هي خطرة على الأجنة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة وبركاته.

أرجو إفادتي وتوجيهي، وعذراً على إطالتي وشرحي المفصل.

أنا متزوجة من 11 شهراً، وحامل في الشهر الخامس بتوأم في مشيمتين منفصلتين، من بداية حملي في حوالي الأسبوع الخامس نزلت عليّ إفرازات بنية، ذهبت للمستشفى ووصفوا لي مثبت دوفاستون، وحمض الفوليك خمسة ملجم، وقالوا: لديك إجهاض منذر، واحتمال 50% أن يستمر حملك و50 % أن ينزل. وكل شيء بيد الله –والحمد لله- استمر حملي.

قبل هذا الحمل كنت حاملاً، وأجهضت بسبب توقف نبض الجنين في الأسبوع السادس، والفاصل بين الحملين شهرين تقريباً، أول دورة لي في حملي الأول 9 ذو القعدة 1433، وتوقف النبض في الأسبوع السادس، وانتظرت تقريباً لمدة ثلاثة أسابيع ونصف ونزل الحمل من نفسه، ولم أحتج لعملية تنظيف –والحمد لله-، وبعدها جاءتني آخر دورة في 12 صفر 1434، واكتشفت بعدها أني حامل، عند إجهاضي ذكر الدكتور أنه من الطبيعي الإجهاض خصوصاً أن هذا أول حمل، ولم يجر لي أية تحاليل.

مشكلتي الآن، البارحة ذهبت للطوارئ بسبب شد وآلام خفيفة أسفل البطن، وأحس كأن هناك حجراً في بطني، كشف عليّ الطبيب وطمأنني على أجنتي، وأخبرني أن ما أعانيه طبيعي خاصة وأنا حامل بتوأم، وسألني: هل تعانين من التهاب؟ فأخبرته أني ذهبت قبل شهر ذهبت للطبيبة وكان عندي التهاب في البول، ووصفت لي علاج Uralyt-U ثلاث مرات في اليوم، وكان عندي التهابات مهبلية أيضاً فوصفت لي زنات لمدة أسبوع لمرتين في اليوم، فقال: يمكن أن يكون الشد عندك والألم بسببها، سوف نعيد لك التحاليل. بعدها فتح ملفي وأخبرني أن عندي جرثومة حمل وأنها ليست خطيرة، فأخبرته أني سبق وأخذت مضاداً حيوياً، في بداية الشهر الثاني أخذوا مني تحليل دم ومسحة من المهبل، وبعدها بأسبوع استدعوا زوجي ووصفوا لي مضاداً حيوياً (كلافوكس) لمدة أسبوع لرتين في اليوم، لكن أحس أنه لم يفدني، والإفرازات استمر لونها أصفر مائل للأخضر، قال: أهم شيء أنك أخذت بنسلين، وهو موجود في كلافوكس، ومن الضروري أن تأخذي إبرة في الوريد قبل الولادة وانفتاح الرحم.

ذهبت للبيت مطمئنة، عند بحثي في النت عن جرثومة الحمل يظهر لي داء القطط، وأنا الآن مرعوبة، هل جرثومة الحمل هي جرثومة القطط أم لا؟ وهل أجنتي بخير؟ أم الذي عندي جرثومة الحمل في المهبل؟ وهل لجرثومة الحمل أنواع؟ لأن الدكتور طمأنني أنها منتشرة بين الحوامل، لكن لابد من إجراء مسحة من المهبل وأخذ تحليل البول، وبعد ذلك أخذ عينة من زوجي حتى يتم التأكد من أين مصدرها.

التفكير يكاد يقتلني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

نرحب بتواصلك معنا في الشبكة الإسلامية، ولا داعي للاعتذار أو الشعور بالحرج من الإطالة، بالعكس فإن إطالتك هذه جعلت الصورة أوضح عن حالتك الطبية.

اطمئني- يا عزيزتي-، فإن نوع الالتهاب الذي ظهر بمسحة المهبل عندك، ليس النوع المسمى بـ(داء القطط) أو التكسوبلازموزز، بل هو نوع آخر مختلف تماماً وسببه جرثومة تسمى (المكورات العقدية من النوع ب)، وعندما تظهر مسحة المهبل وجود هذا النوع من الجراثيم في المهبل، فهذا لا يعني بأن هنالك التهاباً فعالاً ونشطاً، لكن يعني بأن المهبل قد تلوث بهذه الجراثيم التي غالبا ما تكون قد أتته عن طريق فتحة الشرج، أو عن طريق الجلد -سواء من عندك أو من عند زوجك-، وهذ الجراثيم تبقى خاملة عادة فلا تسبب للسيدة أي مشكلة في الحالة الطبيعية، لذلك لا نهتم بوجودها خارج فترة الحمل، لكن خلال فترة الحمل فإنها قد تؤدي لبعض المشاكل أهمها: التهاب في أغشية الجنين أو الرحم، أو الولادة الباكرة، أو أنها قد تنتقل للجنين –لا قدر الله- فتصيبه خلال الحمل أو الولادة، وبالطبع هذه احتمالات تبقى نسبتها قليلة، لكنها تبقى واردة ويجب عدم إهمالها.

وجود هذا النوع من الجراثيم يحدث بنسبة عالية عند الحوامل، بسبب تكرر العدوى من فتحة الشرج من الجلد، لذلك فحتى لو تم علاجه خلال الحمل وقبل الولادة، فإن هذا لا يضمن أن لا يتكرر ثانية، ولذلك فإن أفضل طريقة للتعامل مع من كان لديها هذا النوع من الجراثيم في المهبل، خاصة إن كانت مثلك حاملاً بتوأم، هو أن يتم إعطاءها العلاج عند بدء المخاض، وهو على شكل إبر (أمبيسيلين) تعطى كل 4 ساعات إلى أن تتم الولادة -بإذن الله تعالى-.

اطمئني ثانية، ولا داعي للقلق، وأنصحك بالاستمرار بالمتابعة المتقاربة للحمل، لأن حمل التوأم يعتبر من الحمل العالي الخطورة، وهذا يعني بأن احتمال حدوث بعض المشاكل الصحية سواء للأم أو للأجنة في الحمل التوأم هو أعلى من الاحتمال الطبيعي، وهذا ما يتطلب متابعة جيدة وبفترات متقاربة.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية، وأن يتم لك الحمل والولادة على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية محبه الدين

    الله يشفيك ويقومك بالسلامه دعواتكم لي بالشفاء مريضه بداء القطط اسقطت مرتين

  • العراق ام سجاد من العراق

    الله يستر عليكم تفيدوننا كثيرا لأننا لا نستطيع أن نفهم كل هذه المعلومات من الدكتور وضعها الله لكم في ميزان حسناتكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً