الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب شاباً ويحبني لكن والده يريد تزويجه من أخرى

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحب شخصاً من غير بلدي وهو يحبني، ومن أول ما تقابلنا عرض علي فكرة الزواج ووافقت، وأمه وأخواته كن موافقات، وطلبت منه أن ينتظر لأخبر أهلي، لكن حدث ما هو غير متوقع عندما جاءت الإجازة، قام والده بالبحث له عن فتاة أخرى يريده أن يتزوجها، ولكنه لا يريد، وهدده والده بالتبرؤ منه إن لم يتزوج تلك الفتاه بالتحديد، ولا نعلم ما العمل، مع العلم أن هناك من يحسدنا على علاقتنا.

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونوصيك بالإقبال على الله تبارك وتعالى، فإن قلب الشاب ووالديه بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ونحن دائمًا نتمنى من بناتنا ألا يتعمقن بمثل هذه العلاقات إلا إذا تأكدنَ من إمكانية الاستمرار فيها، كما أرجو أن يكون لهذا الشاب رأي، فإن بنات الناس لسن لعبة، فيكون له علاقة بها ثم يأتي فيقول (والدي أجبرني أو أمرني بكذا).

ونريد أن نقول: إذا فشل في إقناع والده، فلعل الخير فيما أراده الله، والفتاة لا تستفيد من شاب لا يملك قراره، ومثل هذا الأب حتى لو تزوجت من ولده سيتسلط عليكم، ولذلك ينبغي أن توقفي هذه العلاقة فورًا حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً، فإما أن يحسم أمره بينه وبين أهله، ثم يُقبل على أهلك ليطلب يدك بطريقة رسمية، فعند ذلك لا مانع من الاستمرار، وإن كان يريد أن يسوف فلا تضيعي وقتك معه، ولا تجري وراء السراب، ولا تمنحي قلبك لمن لا يُقدّر هذه المشاعر، فإنه لا خير في ودِّ امرئ متقلبٍ، ولا خير في ودٍّ يجيء تكلفًا.

وما حصل بينكما مجرد إعجاب، لأن الحب الحقيقي الحلال يبدأ بالرباط الشرعي والمعرفة الفعلية، ويبدأ بالقبول بالإنسان كما هو، أما ما دون ذلك فهو مجرد إعجاب بالديكور الخارجي، ونحن لا نريد لفتياتنا أن يتوسعن في مثل هذه العلاقات، وإذا شعرت أن الشاب يريدها، فعليها أن تطلب منه أولاً أن يطرق باب أهلها –هذه أول الخطوات– لأن في هذا اختبار لصدقه وجديته، أما أن تتمادى العلاقة وتقول (أهله يعرفون وأمه تعرف) ثم تتهاون، هذا أمر ستدفع الفتيات غالبًا فيه الثمن باهظًا، فهل أهلك على علم؟ وهل هذا الشاب جاء ليطرق بابكم؟ ولماذا تأخر في طلب يدك حتى جاء الوالد ليُجبره على أخرى؟ ولماذا لم يعرض الأمر على والده؟ وما هي طبيعة هذا الوالد؟ هو من بلد وأنت من بلد أخرى، هل لهذه العلاقة أن تستمر؟ أم أن بعض الناس لا يرضى أن يتزوج إلا من نساء بلده؟ قد تكون في ذلك المصلحة، خاصة إذا كانت البلاد بعيدة والأعراف مختلفة.

على كل حال نحن نوصيك بإيقاف هذه العلاقة، وستعرفين بعد إيقافها إن كان في الشاب خير فإنه سيستمر، ويكرر المحاولات ويدخل أصحاب الوساطات حتى يُكمل المشوار، وإن كانت الأخرى فاحمدي الله الذي خلصك من رجل ليس له قرار، ولا يستطيع أن يتجاوز بعض الخطوات التي تُرسم له، حتى لو كان ما يريد أن يفعله هو الصواب.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونطمئنك بأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وسيأتيك الخاطب الذي قدره الله في الوقت الذي أراده الله، فليس هناك داعٍ للانزعاج، فتوجهي إلى الله، واعلمي أن الأمر بيده وحده سبحانه وتعالى، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً