الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يريد الزواج من فتاة لا تناسب الأهل، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بفضل الله من عائلة ملتزمة، ومحافظة على الدين من صلاة وحجاب ومختلف العبادات, لدي أخ عمره الآن 29 سنة، وقد أحب فتاة ويريد الزواج منها, هذه الفتاة للأسف متفلتة جداً، وعائلتها أيضاً، لحد كبير جداً، فليس لها من دينها إلا الاسم وحسب!

لكن أخي مصرّ ومستمر في الموضوع، دون أي اعتبار لوالديّ الذين بالطبع رفضا هذا الزواج، كما أنه لم يقم بتعريفنا على العائلة، ولم يسمح لنا حتى برؤية الفتاة أبداً، وكان يخفي كثيراً من الأشياء عنهم.

حتى تمكنت من رؤيتها وعائلتها من خلال الصور المنشورة لهم على الفيسبوك، وبشكل غير مباشر، فكانت صدمة له حين قلنا له ذلك، لأنه يريد إخفاء كل شيء عنهم حتى يضعنا تحت الأمر الواقع، ونتقبل الأمر.

أسدلنا له كل النصائح بالين والشدة، ولكن لا فائدة، ومن الآن أثرت عليه، وترك الصلاة.

كان بصراحة يكذب علينا، ويحاول تجميل العائلة لنا علنا نقبل بها، لكن الفرق شاسع، وزواجه منها يعني ضياعه دنيا وآخرة، إلا إذا هداه وهداها الله، وهذا علمه في الغيب.

الآن ما هو الحل مع أخي؟ وما ذا نفعل معه؟ هل نترك هذه العائلة تأخذه لها؟ وهي موافقة بكل الأحوال حتى وإن لم يتعرفوا علينا أو حتى يروا شكلنا؟ هل نتركه يفعل ما يريد، ويتم زواجه ونؤيده عليه ونأثم ؟

أرجوكم الإجابة على السؤال بأسرع وقت لأن الأمر يجب أن يحسم خلال اليومين القادمين.

شكراً جزيلاً لكم وعلى جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بداية نشكر لكم هذا التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يرد هذا الابن إلى الحق والصواب، وأن يصلح أحوالنا وأحوالكم، هو ولي ذلك والقادر عليه.

نشكر لكم أيضًا الاهتمام بقضية هذا الأخ الشقيق الذي ينبغي أن تحاوروه وتناصحوه وتستمروا في النصح له، فإن الإنسان عندما يتزوج ينبغي أن يُدرك أن رحلة الحياة طويلة، وأن التساهل في الاختيار، والتساهل في أمر الدين يجلب للإنسان إشكالات لها بداية وليس لها نهاية، لأن الدين هو الأساس.
وكل عيب فإن الدين يُصلحه *** وما لكسر قناة الدين جُبران.

الإنسان يمكن أن يقدم تنازلات في أي جانب من الجوانب إلا مسألة الدين والأخلاق، فإنها لا تقبل القسمة، ولا تقبل المساومة.

من هنا فنحن ندعوكم إلى ملاطفة هذا الأخ، ودعوته إلى تغيير رأيه طالما كانت المسألة في بداياتها، وأرجو أن يكون كل ذلك بحكمة ولطف وتعاون معه، وليس من الضروري أن يتكلم الجميع، ولكن نبحث عن الشخص الذي يمكن أن يؤثر عليه، حتى يُسدي له النصائح، يذكره بأن الزواج ليس مجرد لقاء بين رجل وامرأة، بل هو بين بيتٍ وبيت، بين أسرة وأسرة، ليس لقاءً عابرًا أيضًا، هو لقاء يترتب عليه وجود ذرية ومسؤوليات وعلاقات ومصاهرة.

من هنا كان اهتمام الشرع كبيراً في مسألة التثبت وتأسيس الأسرة على قواعدها الصحيحة، ولعل من أهم القواعد هو أن يأتي الإنسان لبيت الفتاة من الباب ويقابل أهلها الأحباب، وهذا لم يحصل، فالعلاقة بدأت في الخفاء، ثم ها هو يُخفي كثيراً من المعلومات، والأسرة لم تُتح لها فرصة في التدخل أو التعارف على هذه الأسرة التي يريد أن يرتبط بها.

على كل حال نوصيكم بالدعاء، ونتمنى أن يتكلم الوالد معه بهدوء، كذلك الوالدة والأعمام والأخوال، حتى يبينوا له خطورة التهاون في مسألة الاختيار، وأن الإنسان ما ينبغي أن يركز على جانب واحد، وأن الإنسان عندما يتزوج ينبغي أن يرجع إلى من سبقوه في مشوار الحياة الزوجية والأسرية، ونتمنى كذلك أن تُشعروه أنكم تفعلون هذا لمصلحته، وبيّنوا له أن عليه أن يختار بنفسه، ولكن لا بد أن يراعي الضوابط الشرعية، ويتأكد من صلاح الفتاة، وسمعتها وسمعة أسرتها، وعبادتها وطاعتها لله قبل ذلك.

نسأل الله أن يقدر له الخير حيث كان ثم يرضيه ويرضيكم به، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية أحمد الشيخ

    بارك الله بك على هذه الإجابة الهادئة لأن الزواج رابطة أبدية فتستأهل أن نهتم بها كل هذا الإهتمام لأنه مستقبلنا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً