الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تنصحني بالاندرال والبروزاك قبل المواجهة والاكتئاب؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 18 سنة، أعاني من خوف من مواجهة الناس، حيث أرتجف وتضيع أفكاري، وأيضا أشعر أحيانا بالضيق والاكتئاب بدون سبب، مع العلم أني في السابق كنت على العكس تماما، لكن هذه الحالة بدأت معي منذ سنة ونصف تقريبا.

قرأت عن دواء اندرال قبل المواجهة، وبروزاك للاكتئاب، وأريد أن أبدأ بأخذهما بدون وصفة طبية، فهل تنصحني بذلك؟ وما هي أقل جرعة للبروزاك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس من الضروري أن يلجأ الإنسان إلى الأدوية، نعم الأدوية مفيدة وجيدة ونافعة، لكن هذه الحالات البسيطة يمكن أن تعالج بآليات أخرى بسيطة جدًّا، فأنت لديك فقط نوع من الخوف عند مواجهة الناس، وأعتقد أن هذا الخوف يأتيك؛ لأنك قد استسلمت له ولم ترفضيه، حدث نوع من الموائمة والقبول له، لذا حصل لك ما يسمى بالارتباط الشرطي، يعني لم تتحدي هذا الخوف، لم تناقشيه، لم تفكري أنك لست بأقل من الآخرين، وأن العلاقة بيننا كبشر يجب أن تقوم على الاحترام، وليس على الخوف أو الرهبة.

من خلال هذا النوع من التفكير الإيجابي الطيب وتصحيح المفاهيم، وأن تكوني نشطة في أسرتك، وأن تكوني صاحبة حضور ومبادرات وسط زميلاتك وصديقاتك ومعلماتك، هذا كله يزيل عنك هذا التحرج والشعور بالخوف عند مواجهة الناس.

الإنسان لا بد أن يزود نفسه بالمعرفة والعلم؛ لأن العلم يعطيك الشكيمة والقوة والمقدرة على مواجهة المواقف، وأن يكون لك الثبات، والاهتمام أيضًا بأمور الدين، ويا حبذا لو ذهبت إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن، هذا يعطيك الدافعية والشجاعة والمقدرة على التواصل الاجتماعي.

أعتقد أن هذه علاجات أساسية، والضيق والاكتئاب يجب ألا يكون له أي حيز في حياتك، أنت في مقتبل الحياة، أنت في أسرة كريمة، أنت في الأمة المحمدية العظيمة، لديك آمال كبيرة في هذه الدنيا، ما الذي يجعلك تكتئبين؟! لا، الاكتئاب يجب ألا يأخذ طريقه إليك أبدًا، عليك بالفعالية، عليك بالإيجابية، ونحن على ثقة تامة أن أمورك سوف تسير بخير وإلى خير.

ليس هنالك أي داع لأن تتناولي الأدوية، ولا تستعجلي بذلك، أما إذا أردت أن تعرفي معلومات عامة فالبروزاك لا شك أنه دواء فاعل وسليم جدًّا، ويعالج الاكتئاب والقلق والتوترات والوساوس، وتبدأ جرعته من كبسولة واحدة في اليوم حتى أربع كبسولات في اليوم – حسب الحالة - .

أيتها الفاضلة الكريمة: لا بد أن تمارسي تمارين رياضية، أي نوع من التمارين التي تناسب الفتاة المسلمة أعتبرها إضافة علاجية كبيرة لك، ونحن دائمًا ننصح بتمارين الاسترخاء، وأرى أنها هامة وضرورية في حالتك، وللتدرب على هذه التمارين أرجو أن ترجعي إلى استشارة موقعنا تحت رقم (2136015) .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً