الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أعدل من جرعة الدواء للتخلص من الحركات اللا إرادية في الوجه والرقبة؟

السؤال

السلام عليكم ..


منذ سنين وأنا أعاني من حركات لا إرادية في الوجه والرقبة، وقد تبين لي أن سببها منشأ نفسي متعلق بالتوتر والقلق، خاصة أنني تعرضت منذ سنين لأزمات نفسية شديدة.

تعرضت مؤخرا لحالة رهاب اجتماعي مصاحب لاكتئاب متوسط، فقررت أن أذهب لطبيب نفسي فوصف لي دواء deroxat 20mg وأيضا sulpidal 50 mg حبة من ديروكسات، وحبتين من سولبيدال يوميا لمدة عشرة أشهر، وبعد مدة شعرت بتحسن، ولاحظت انخفاضا ملحوظا في الحركات اللا إرادية، ولكنها لم تختف بشكل كلي، وأنا صراحة لم أقرر الرجوع للطبيب، ولكن أود أن أستشيركم هل يجب أن أعدل من الجرعة حتى أشعر بتحسن أفضل أو يجب أن أتناول أدوية أخرى متميزة في معالجة هذه الحركات اللا إرادية، فبماذا تنصحونني؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yassine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبارك الله فيك وجزاك الله خيرًا.

لقد أحسنت بذهابك إلى الطبيب النفسي؛ لأن الفحص النفسي المباشر لا بديل له ولا مثيل له، نحن في هذه الاستشارات نحاول بقدر الإمكان أن نُسدي النصح في حدود ما هو متوفر، لدينا معلومات لكن لا نقول أنها بديل أبدًا للكشف النفسي الإكلينيكي السريري المباشر، ومثل حالتك والتي جوهر الشكوى هو ظهور هذه الحركات اللاإرادية في الوجه والرقبة، أعتقد هنا الفحص المباشر مهم جدًّا؛ لأن الحركات اللاإرادية أسبابها كثيرة – كثيرة جدًّا – قد تكون ناتجة من القلق، من التوتر، من علة في الأعصاب، من متلازمة تسمى (متلازمة توريت) ولابد أن تكون قد سمعت عنها.

فالذي أراه الآن هو أن تراجع الطبيب مرة أخرى، هذا أفضل، ولابد أن تناقش الأخ الطبيب أيضًا في طبيعة هذه الحركات اللاإرادية، ما هو التشخيص؟ هذا من حقك، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يساعدك في هذا الأمر، وسوف يتفهم هذا، وأرجو ألا تحس بأي نوع من الحرج أو الخجل في أن تسأل عن حالتك، هذا مهم جدًّا، بلغ طبيبك أنك تريد أن تمتلك الحقائق كاملة حول حالتك، وهذا من وجهة نظري يساعدك كثيرًا.

وهنالك آليات علاجية أخرى غير الدواء، مثلاً يعرف أن الحركات اللاإرادية حتى وإن كانت ناتجة من (علة توريت) تحتاج في كثير من الأحيان لتمارين استرخاء دقيقة جدًّا، وهذه التمارين لابد أن يتدرب عليها الإنسان تحت يد مختص، هذا مهم جدًّا.

أيضًا أخذ قسط كاف من الراحة، تجنب بعض الأغذية والمشروبات كالشاي والقهوة مثلاً، في بعض الأحيان قد يكون مفيدًا.

فأنت تحتاج حقيقة لنوع من إعادة التقييم، أنا أقول لك هذا الكلام ليس من قبل تخوفي حول طبيعة حالتك، لكن فقط من أجل النصح، وهذه هي ضوابط الجودة الطبية الصحيحة، وفي ذات الوقت نريد أن يُقتلع هذا الأمر ويُزال نهائيًا.

فأرجو أيها الفاضل الكريم أن تأخذ ما ذكرته لك، وعقار (ديروكسات) و(سلبرايد) هي أدوية بسيطة وممتازة جدًّا لعلاج القلق والتوتر والمخاوف، والسلبرايد – أو الذي يسمى بدوجماتيل، وسلبدال عندكم في المغرب – هو من الأدوية الجيدة جدًّا لعلاج القلق وعلاج الحركات اللاإرادية في كثير من الأحيان.

أيها الفاضل الكريم: لا بد أن تصرف انتباهك عن هذه الأعراض، وصرف الانتباه هو من أسس العلاج المهمة، وصرف الانتباه لا يكون إلا من خلال: تغيير نمط الحياة، وتبديل المشاعر، وأن يستفيد الإنسان من وقته بصورة سليمة، ويكون فعّالاً ونافعًا لنفسه ولغيره.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً