الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت أتواصل مع شاب وتبت من ذلك، ولكن هل سأحاسب على تفكيري فيه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أنني قررت أن أوقف التواصل مع شاب بعدما استمعت إلى فيديو يحث على تحريم العلاقات بين الرجل والمرأة كيفما كانت، وأنا نادمة على ما فعلت لأنني أحببته، وأنا أتألم لأني أشتاق له، فهل اشتياقي وتفكيري به اللا إرادي سأحاسب عليه؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ soukaina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على ما أنت عليه من الخير، فقد أحسنت وأصبت كل الإصابة حين قررت قطع علاقتك بهذا الشاب ابتغاء مرضاة الله تعالى، وتجنبًا لما نهاك عنه وحرمه عليك، ونحن على ثقة تامة من أن التزامك بهذا، وطاعتك لربك بما أمرك به سيجر إليك خيرات كثيرة، فإن الطاعة سببًا للتوفيق والأرزاق، كما أن المعصية سببًا للخذلان والحرمان، قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: (وإن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه).

ووصيتنا لك - ابنتنا الكريمة - أن تثبتي على ما أنت عليه من الخير، وأن تجاهدي نفسك بالثبات عليه، واستعيني بالله تعالى واصبري، فإن الله تعالى إذا علم منك صدق النية فإنه سيتولى عونك ولن يخذلك.

أما ما سبق لك من تواصل مع هذا الشاب فإنه سيُمحى عنك -بإذن الله- بتوبتك، فإن التوبة تمحو ما قبلها، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، فندمك على الماضي، وعزمك على عدم الرجوع إليه، مع قطع هذه العلاقات في الزمن الحاضر، هذه هي أركان التوبة، إذا حققتها فإن الله تعالى يغفر لك ذنوبك السالفة بها، بل ويُبدل سيئاتك حسنات، فقد وعد الله تعالى بتبديل سيئات التائبين حسنات في كتابه الكريم، فأبشري وأمّلي من الله تعالى خيرًا.

وأما تعلق قلبك في الزمن الحاضر بهذا الشاب فإنه إن كان بغير إرادة منك، وكلما عرض لك صرفت ذهنك وقلبك عن التفكير فيه، فإنه لا إثم عليك في ذلك، فإن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، ولا يكلفها إلا ما آتاها.

أما أن تستدعي أنت التفكير به، مع أنك قد تسببت سابقًا بتعلق قلبك به، فإن هذا النوع من الحب محرم، وإن كان الحب من أعمال القلوب، وقد يكون لا إراديًا، ولكن إن تسبب الإنسان في وقوع قلبه في الحب المحرم؛ فإنه يأثم بسبب ذلك التسبب المحرم.

فأنت جاهدي نفسك من أجل الله، وطلبًا لمرضاته، واستعيني بالله، وسيعينك الله -عز وجل- على نسيان هذا الشاب، وتذكري دائمًا الأشياء التي تعينك على نسيانه، ومن هذه الأشياء:

أن تذكري نفسك بأن الوصول إلى هذا الشاب بطريق محرم قد يكون ميؤوسا منه، والنفس إذا يئست من الشيء نسته، فذكّري دائمًا نفسك باليأس منه بطريق الحلال، وسيعينك ذلك على نسيانه، واشغلي نفسك بما ينفعك من أمر الدين أو أمر الدنيا، وحاولي أن تقضي أوقاتك مع النساء الصالحات والفتيات الطيبات بشيء نافع، وستجدين نفسك تتخلصين من هذا التعلق يومًا بعد يوم.

نسأل الله تعالى أن ييسر لك كل خير، وأن يصرف عنك كل سوء ومكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا ميمى

    ربي يهدينا جميعا ان شاء الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً