الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أغتسل أكثر من 3 مرات في اليوم بسبب وسواس الطهارة، أرشدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو أن تقرؤوا استشارتي كاملة، وتجيبوني على كل أسئلتي بوضوح، وأتمنى أن تكون قد وصلتكم كما أريد.

أنا فتاة عمري 18 عاماً، وغير متزوجة، ومن فترة قليلة عندما علمت أن المني يوجب الغسل، أصبت بوسواس في الطهارة، في البداية كنت أغتسل كل يوم، الآن أغتسل أكثر من 3 مرات يومياً، والمشكلة قرأت كثيراً عن موصفات المني وعرفتها، لكن عندما أرى إفرازات صفراء أصبحت أشك أنها خرجت بشهوة، ولا أعرف أخرجت بشهوة حقاً؟ أم مجرد وهم ووسوسة؟ ومن كثرة شكوكي وتفكيري بهذا الموضوع، أصبحت أشك بأنه حدثت لي شهوة وهذا السائل منها، فيجب أن أغتسل، حتى عندما أضعه على المنديل، قد تكون للمنديل رائحة حتى لو غير معطر، فيؤثر على رائحة الإفرازات، وهل يمكن أن يكون المني بكمية قليلة جداً؟ وهل جميع الإفرازات بدون رائحة؟

والله تعبت من كثرة التفكير بأني غير طاهرة، ولن تقبل صلاتي، ولا أدري أهي حقيقة أم وسوسة أني حدثت لي شهوة، لكن لا أشعر بتدفق أو فتور؟ ولا أعرف من كثر خوفي من الشهوة أو من خروج المني، أشعر أنها تحدث لي حقاً لكن ليست قوية، وطيلة الوقت أشعر بهذا، وليس لفترة بسيطة، وإذا ذهبت أقول هذا الفتور وأغتسل، ما هو الفتور حقاً؟ وهل أحس عند خروج المني حقاً؟ لا أعرف، تعبت، كيف أتخلص من هذه الوسوسة؟

أفيدوني، هل يجب علي الغسل كلما رأيت إفرازات مائلة إلى الصفرة؟ وهل الرائحة منها أم من المنديل؟ لأن كميتها قليلة جداً، هل الرائحة تكون قوية ومميزة؟ وسواس في الطهارة، وآخر يشعرني بحدوث الشهوة، ماذا أفعل؟ والله إني حاولت أن أدفعه لكن يقنعني أن الذي رأيته مني، وعلي أن أغتسل وإلا لن تقبل لي صلاة، حتى أخاف أن ألمس القرآن وأكون غير طاهرة، هل صحيح أنه يجب أن أتيقن يقيناً جازماً أنه حدثت لي شهوة، وأحس بتدفق ثم فتور ملحوظ، وبهذا أغتسل؟ أم مجرد الشك بحدوث هذا عن رؤية الإفرازات يوجب الغسل؟ وهل لشهوة بسيطة أن تخرج المني؟ أرجوكم ردوا بسرعة على إيميلي لأني لا أعرف أين سأجد استشارتي.

وأسأل الله عز وجل أن يشفيني وجميع المسلمين، أنا عندي ثقة بالله أنه عندما أستمع لإجابتكم سأقتنع بها، وسأعمل بها، وأن الله سيعينني، فلعل الله يختبر إيماني، فأنا لن أستسلم، وسأعمل بما تشيرونه علي -بإذن الله تعالى-، والله خير معين، وفقنا الله وإياكم إلى كل خير، وأسأل الله عز وجل أن يجعل عملكم في موازين حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rand حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُذهب عنك ما تجدينه من آثار هذه الوساوس، ونحن نتفهم ما تعانينه بسبب هذه الوسوسة، ولذا فنصيحتنا لك أولاً أن تجاهدي نفسك للتخلص منها، ولا علاج لها أنفع وأمثل وأحسن من الإعراض عنها بالكلية، فلا تسترسلي معها، ولا تعملي بمقتضاها، واستعيني بالله تعالى على ذلك، فإنه سيأخذ بيدك -بإذنه تعالى-.

وشكوك هذه في المني أمرها هين سهل، لا تستحق منك كل هذا العناء، فإن المني لا تخفى آثاره وصفاته، فإن المني يخرج بشهوة، أي يتلذذ الإنسان عند خروجه، ويخرج متدفقًا، وهو أصفر رقيق بالنسبة للمرأة، وقد يكون أبيضاً إذا كانت قوية، كما يقول العلماء، وله رائحة كرائحة طلع النخل أو رائحة العجين، وإذا وجدت هذه الصفات أو بعضها، حكمنا عليه بأنه مني، وإذا لم توجد، وشك الإنسان فيه هل هو مني أو مذي أو من رطوبات الفرج؟ فهنا له أن يتخير فيجعل لها حكم أي واحد من هذه الثلاث.

فإذًا لا يلزمك الغسل، ولا يجب عليك أن تعملي بأحكام المني إلا إذا تيقنت يقينًا جازمًا بأن الخارج هو المني، وهذا اليقين لن يحصل لك إلا إذا كانت العلامات ظاهرة جلية، فأعرضي إذًا عن هذه الوساوس، ولا تلتفتي إليها، ويغلب على ظننا أنك قد بلغت مرحلة متقدمة من تأثير الوسوسة عليك، ولم نر فيما ذكرتِ ما يدل على أن هذ الخارج منك منيًّا، فنصيحتنا لك إذًا أن تتقي الله تعالى، وأن تعلمي بأن اتباع الوسوسة ليس هو السبيل الذي يرضاه الله تعالى، ولا يريده من عباده، فإنه قد حذرنا من اتباع الشيطان ووساوسه، حذرنا من ذلك في كتابه كثيرًا، ومن ذلك قوله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوت الشيطان}.

فلا يزين لك الشيطان أن هذا هو الورع، وأنه الخوف على العبادة، بل الورع اتباع ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- من الإعراض عن الوساوس، وعدم الالتفات إليها، فلا تغتسلي إلا إذا تيقنت يقينًا جازمًا تقدرين أن تحلفي عليه أن الخارج منك مني، فإذا فعلت ذلك فإنك ستشفين -بإذن الله تعالى- عن قريب.

نسأل الله تعالى أن يُذهب عنك كل ما تعانينه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً