الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أستخدم زيروكسات للرهاب؟ واندرال للرعشة عند الخوف؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ صغري من مرض الانطواء والوحدة، والعزلة والخوف، وإذا خفت تأتيني رعشة في يدي وجسمي، والخجل وعدم الثقة بنفسي، وشخصيتي ضعيفة، ورهاب اجتماعي، أخاف من الناس الغرباء، ولا أعرف التعامل معهم، وأخاف من التجمعات والمناسبات، دائماً أجلس وحدي معزولة ومنكمشة على نفسي، ليس عندي صديقات، وأعاني من اكتئاب وعدم التركيز، ولا أقدر أواجه الناس، خجولة جداً، أواجه انتقادات كثيرة من الناس، وقلقة، وأنا غبية جداً لدرجة لو أن أحدهم يقول لي: اسكتي. أسكت، أو اجلسي أجلس، لا أقدر أن أدافع عن نفسي، وكتومه جداً، لا أعرف كيف أعبر عن نفسي، ولا التصرف في شيء، مترددة كثيراً، وسيطرتي ضعيفة.

أريد شخصيتي قوية، ويذهب مني الخوف والرهاب الاجتماعي، هل هناك علاج لحالتي؟ لا أقدر على الذهاب لطبيب نفسي، أريد حبوباً مفعولها قوي تفيد في علاج حالتي، هل أستخدم زيروكسات للرهاب؟ واندرال للرعشة؟

جزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ kulod حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

أنت لديك تصورات سلبية جدًّا عن نفسك، نعم الإنسان قد يكون لديه شيء من الخجل، أو الخوف الاجتماعي، أو الميل للانطواء، لكن أن تصفي أن شخصيتك ضعيفة، ولا تعرفين أن تتعاملي مع الناس، وأنك تواجهين انتقادات كثيرة من الناس، أعتقد أن في ذلك مبالغة كبيرة.

أنا أريدك أن تضيفي لأعراضك عرض آخر، وهذا يمكن أن يكون بديلاً لهذه الأعراض وهو (الحياء)، أنك شخص حيي، تتميزين بسمة الحياء، والحياء من الإيمان، فلا تتهمي نفسك بالضعف والخجل، وعدم الفعالية وشيء من هذا القبيل، لماذا لا يكون هذا فيه شيء من الحياء؟ قولي لنفسك (أنا الحمد لله تعالى لديَّ بعض المخاوف نعم، لديَّ بعض سمات الانطواء، لكني أحمل أيضًا سمات الحياء، والحياء من الإيمان، ميزة عظيمة، وأنت كشابة مسلمة هذه سوف تكون خصلة حميدة جدًّا وسمة عظيمة)، فإذًاً الاستبدال الفكري لما تنعتين به نفسك الآن، ووضع هذا البديل الجيد، أعتقد أن ذلك مهم وسوف يساعدك.

ثانيًا: يجب أن تكون لك أنشطة حياتية يومية، هذه هي مشكلة بعض الشباب الآن، عدم حسن إدارة الوقت، عدم الاستفادة من الأوقات، والواجبات أكثر من الأوقات، الشباب يجب أن يزود نفسه بالمعرفة، يجب أن يحرص على عباداته، يجب أن يكون بارًا بوالديه، يجب أن تكون له آمال في هذه الحياة، برامج ومشروعات صغيرة كانت أو كبيرة، وتوضع الآليات التي توصل الإنسان لما يريد أن يصل إليه، هذه هي الحياة –أيتها الفاضلة الكريمة–، هذا هو الذي يعيد لك الثقة في نفسك، وستجدين أن تركيزك قد تحسن، ودرجة التفاؤل لديك قد ارتفعت، فاجعلي في حياتك حيوية، اجعلي في حياتك قدرًا من الثقة الذي يؤهلك لأن تتخلصي من هذه الأفكار السالبة.

الإنسان هو عبارة عن كتلة من الأفكار والمشاعر والأفعال، هذا المثلث ذو الأضلاع الثلاثة هو الذي يحدد سلوكياتنا، إذا كان الفكر سلبيًا والمشاعر سلبية، سوف تكون الأفعال سلبية، لكن الذي يُصر أن يجعل أفعاله إيجابية من خلال الإنجاز، سوف يتحول فكره وكذلك مشاعره لتُصبح إيجابية، فأنا أريدك أن تكوني على هذا المنوال.

شاركي أسرتك -أيتها الفاضلة الكريمة-، خذي مبادرات إيجابية، ساعدي والدتك، رتبي أمور البيت، اطلعي، كوني أنت الشعلة التي تُنير للآخرين في داخل البيت، هنا لن يكون أي مجال للكسل أو للخمول، أو للخجل أو لعدم الثقة في النفس.

ولا بد أن تكون لك محددات قوية تساعدك للتأهيل، وأقصد بذلك التأهيل النفسي الاجتماعي، أحد المحددات القوية جدًّا، هي أن تذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، هنالك تتفاعلين مع بقية الفتيات والنساء، هنالك تجدين القدوة والزمالة الطيبة، لا خجل، لا ضعف، لا وهن للنفس، هذه هي الحياة -أيتها الفاضلة الكريمة-.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فأعتقد أنه سوف يساعدك، وأقول لك أن عقار (زيروكسات) عقار جيد، استأذني من أهلك لتناوله، الجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بنصف حبة، وقوة الحبة عشرين مليجرام، إذًا تناولي عشرة مليجرام، تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة كاملة، تناوليها ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناوله.

أما الإندرال فهو بالفعل يساعد كثيرًا في علاج الأعراض الفسيولوجية مثل الرعشة، تناوليه بجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً