الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي يهتم ويساعد أختي ولا يساعدني.. ما نصيحتكم؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

استشارتي نفسية، وأريد جوابا لسؤالي، لماذا والدي يحطمني؟ أبلغ من العمر 24 عاما، لدي شهادة ماجستير، لكن والدي يرفض أن يدعمني، أو يساعدني لكي أتوظف ودائما يقلل من شأني، لا أعرف لماذا؟ تعامله مع أختي عكسي تماما؛ لأنها تدرس الطب، بالمختصر أنا أمامه لا شيء، مع أني ذكية وعائلتي منفتحة، لكن لا أدري لماذا تعامله معي مختلف؟

أرجو الرد علي، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الهنوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا، والفضفضة ببعض ما في نفسك.

إن من الأمور الهامة في حياة الإنسان طفلة كانت أوعندما تشبّ أن تكون علاقتها بوالديها علاقة مطمئنة، فهذه العلاقة يمكن أن تحدد طبيعة شخصية الأبناء والبنات، ومدى ثقتهم في أنفسهم.

ومع الأسف فإن الكثير من الآباء والأمهات لا يدركون هذه الأهمية الكبيرة لعلاقتهم بأولادهم، فنجد الأب أو الأم ينتقدون أولادهم ولا يشجعونهم ولا يعززون عندهم الإيجابيات، فينتهي هؤلاء الأولاد بالكثير من الأمور التي وردت في سؤالك، مما له علاقة بالثقة بالنفس.

وربما يجهل بعض الآباء ضرر التمييز بين الأولاد والبنات، فقد يُظهرون إطراءهم لأحدهم من دون الآخر، وقد يفضلون واحدا وينتقدون الآخر.

وفي هذه المرحلة التي أنت فيها في 24 من العمر، فهناك طريقتان:

الأولى: أن تتوقعي أن يصلح حال والدك وتعاملك معه، وربما بعد أن تتحدثي معه عن أهمية هذه الأمور وربما بطريقة غير مباشرة.

والطريقة الثانية: وهي ربما الأكثر واقعية في كثير من الحالات، وهي أن لا تتوقعي الكثير من دعمه لك وتشجيعه لك، وتبدئي بتقوية نفسك من الداخل، وعدم انتظار تشجيع أبيك لك؛ لأن الانتظار من الأمور الصعبة في الحياة، وقد تنتظري زمنا طويلا ولا يأت شيئا منها.

ويفيد أيضا أن نذكر أنه ليس هناك إنسان عنده ثقة بنفسه 100%، وإنما يختلف الأمر من شخص لآخر، وحتى عند نفس الشخص قد يختلف الأمر من وقت لآخر، فالشخص العادي، والذي ثقته بنفسه لا بأس بها قد يشعر بالتردد وضعف الثقة بالنفس.

هناك خطوات كثيرة يمكن أن تبني بها ثقتك في نفسك، فاطمئني فأنت بمجرد الكتابة إلينا تقومين بالخطوة الأولى، وهي أن تشعري وتقرّي بأنك تحتاجين لرفع الثقة بنفسك.

إن مجرد تعرفك على بعض أسباب ضعف الثقة بالنفس عندك، من طبيعة التربية وانتقاد والدك لك، فإن هذا يمكن أن يحميك من المزيد من الضعف.

ومما يعزز الثقة بالنفس كثيرا موضوع تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرفي على نقاط القوة عندك، وافتخري بها، ومن الواضح وبالرغم من هذه المعاملة السلبية من قبل والدتك فإن عندك الكثير من الصفات الجميلة والخصائص المميزة، من شهادة الماجستير وغيره.

اشكري الله تعالى على الدوام على النعم التي أنعم بها عليك، فالشكر على النعم تزيد ثقتك بنفسك: {لئن شكرتم لأزيدنكم}.

حاولي أن تكوني إيجابية مع نفسك، ومع الآخرين، وانظري لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ، إن تقديرك لما عند الآخرين يعزز ثقتك في نفسك.

ساعدي الآخرين فيما يحتاجون إليه، فعندما نساعد الناس فإن هذا يعزز من إمكاناتنا وثقتنا، وهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس.

وفي نفس الوقت إن مدحك أحد على أمر إيجابيّ عندك، سواء كان في الأسرة أو خارجها، فاقبلي هذا المدح، واشكري الله عليه.

انظري في المرآة، وابتسمي لنفسك، وقولي -الحمد لله- على ما وهب! وتذكري بأن النجاح يؤدي لنجاح، والثقة القليلة بالنفس يمكن أن تزيد هذه الثقة، وهكذا.

وفقك الله ويسّر لك النجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً