الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتناول الدواء بانتظام لكن أصابني إمساك شديد هل سببه الدواء؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

يا دكتور محمد: أنا أتناول الدواء بانتظام منذ ثمان سنين -والحمد لله- تعافيت، ولكن في الفترة الأخيرة ظهر عندي إمساك شديد ونفخة في البطن، هل هذا من الدواء أم لا؟ علما بأني آخذ زيبركسا10 جرام، وابليفاي 15 جرام، وايفكسور 150جرام.

طبعا الايفكسور والابليفاي صباحا، والزيبركسا ليلا، هل هناك ما يسمى بالجرعة الثابتة أم سيحصل تغيير بين فترة وفترة؟

وشكرا لكم على سعة صدركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله تعالى أن الله تعالى قد أنعم عليك بنعمة العافية والتعافي، فله الحمد والشكر والمنة، والذي أعجبني في رسالتك أنه من الواضح أن لديك إرادة الالتزام بتناول العلاج واتباع الإرشاد الطبي، ولديك أيضًا إرادة التحسن، وهذه مهمة ومطلوبة جدًّا لبلوغ التعافي -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة لموضوع الإمساك: هذه الأدوية ليس من المعهود عنها أنها تسبب الإمساك، والإمساك إن حدث فقد يحدث في بدايات العلاج، لكن طبعًا كل شيء جائز في الطب خاصة فيما يتعلق بالأدوية، فربما يكون تمازج الأدوية الثلاثة أدى إلى حدوث هذا الإمساك كعامل مساعد وليس كعامل وحيد أو عامل تأكيدي.

لذا أنا أنصحك بأن تقوم بإجراء بعض التمارين الرياضية، الرياضة مفيدة جدًّا للإمساك، وزوال انتفاخ البطن، كما أن تناول البقدونس مفيدًا جدًّا، كذلك شرب لبن الأكتيفيا أو تناوله في شكل زبادي أيضًا مفيد جدًّا لإزالة الإمساك، فأرجو أن تحاول هذه الطرق الطبيعية، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وإن لم يحدث تحسن حقيقي لا تنزعج، واذهب وقابل الطبيب.

بالنسبة موضوع الجرعة الثابتة للعلاج: العلاج له مراحل متفق عليها، هنالك المرحلة التمهيدية –أي مرحلة بداية العلاج– ثم تأتي بعد ذلك المرحلة العلاجية، والمرحلة الأخرى مرحلة الاستمرار والوقاية، وطبعًا كل حالة وكل تشخيص تربطه بروتوكولات معينة فيما يخص مدة العلاج.

بالنسبة للجرعة الثابتة –أي الجرعة الوقائية– فيما مضى كانت الأبحاث والممارسات العملية بين الأطباء تقول: إن الجرعة الوقائية يمكن أن تكون نصف الجرعة العلاجية، بمعنى: أن الإنسان بعد أن يُشفى ويتعافى ويستمر على هذا النمط لمدة ستة أشهر على الأقل، يمكن بعد ذلك أن تخفض جرعة الدواء إلى النصف، لكن خلال السنوات الأخيرة اتضح أن هذا الكلام ربما يكون ليس صحيحًا، والأفضل هو: أن تكون الجرعة العلاجية والجرعة الوقائية واحدة.

هذا وجد أنه يؤدي إلى نتائج أفضل، إلى نتائج أروع، ويمنع الانتكاسات، وأعتقد أن سلامة الأدوية الحديثة خاصة نوع الأدوية التي تتناولها هو الذي شجع الباحثين على أن تكون الجرعة الثابتة والجرعة الوقائية شبيهة للجرعة العلاجية.

فيا أخِي الكريم: لا تنزعج أبدًا، وإن رأى الطبيب أي داعٍ لخفض الجرعة من وقت لآخر فهذا سوف يتم، لكن لا تقدم على هذه الخطوة من نفسك، وأنا أحسب أنك تراجع طبيبك حتى ولو مرة واحدة كل ستة أشهر، كما أنصحك بإجراء الفحوصات الدورية للتأكد من مستوى وظائف الكبد والكلى ونسبة السكر ونسبة الدهنيات في الدم، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، وفيتامين (ب12) وفيتامين (د)، هذه مجرد فحوصات روتينية دورية، وأعتقد أنها مهمة في ذات الوقت، وإن شاء الله تعالى تطمئنك على صحتك كثيرًا.

باركَ الله فيك، وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً