الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تأخر الدورة الشهرية، وآلامها المبرحة لدرجة البكاء، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أود أن أشكركم على هذا الجهد الواضح في الرد على الجميع، وأتمنى من الله أن تجاوبوني، لأني بعثت الكثير من الاستشارات بعنوان بريد صحيح، ولكن عند البحث عنها لا أجدها.

أنا بعمر 18 سنة، غير متزوجة، مشكلتي هي أن الدورة الشهرية تنزل على فترات متباعدة كل 64 يوما، أو كل 44 يوما، بمعنى تنزل في شهر، والشهر الآخر لا تنزل، وهذا الاضطراب معي منذ سنة، وذهبت لطبيبة أعشاب، وقالت لي: بأن لدي تكيسا، وأعطتني عدة أعشاب أشربها، ونزلتها لي، ولكن الدورة لم تنزل إلا بعد 42 يوما، وهذه هي تواريخ الدورات الأخيرة:

قد نزلت في تاريخ: 12-5، بينما في شهر 6 لم تنزل، ونزلت في تاريخ: 10-7، و2-8 و2- 10، ولا أحب زيارة الطبيب خوفا من إعطائي حبوب منع الحمل، لأنني أخشى أن تؤثر علي في المستقبل، ولا أستطيع الإنجاب، وكذلك عند نزول الدورة أتألم كثيرا لدرجة البكاء الشديد، ونفسيا أحس بأني أفقد ثقتي بنفسي، وأخاف كثيرا من أن يحصل لي مكروه، وكذلك لا أستطيع الوقوف، لأنه سرعان ما يغمى علي، وهذا لحال بكل دورة شهرية، فأنا أتألم بشكل واضح، ومع كل دورة حالة إغماء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد تمت الإجابة على هذا السؤال من قبل في الفترة الماضية، ولأنه تم إرساله ببريد مختلف؛ فلم تظهر الحركة على التساؤل.

نحن نقدر القلق الذي تشعرين به من اضطراب الدورة الشهرية وعدم انتظامها، والقلق والخوف على المستقبل في الفترة القادمة، ولك الحق في القلق، ولكن يجب أن تقومي بما عليك وتتركي مشيئة الله ورحمته والتوكل عليه، فهو حسيبك والقادر على شفاءك بأمره تعالى.

اضطراب الدورة الشهرية من المشاكل التي تعاني منها كثير من السيدات والفتيات، وذلك بسبب التكيس على المبايض، وهي حالة يصبح فيها جدار المبايض سميكا ولا يسمح بخروج البويضات من المبيض في اتجاه الرحم، مما يؤدي إلى خلل في الدورة الشهرية بسبب خلل واضطراب في الهرمونات المسئولة عن الدورة الشهرية، وارتفاع هرمون الحليب.

هذا يؤدي إلى تراكم البويضات في المبايض، والتكيس داخله، وعدم الاستجابة لهرمونات الغدة النخامية LH FSH، حيث أن الهرمون الأول يساعد البويضات على النمو حتى تصل إلى حجم من 18 إلى 22 ملم، وهو الحجم المناسب للتخصيب، وهو الحجم الذي يترك الجراب بعد خروج البويضة قادرا على إفراز هرمون البروجيستيرون بكمية تكفي لتكوين بطانة رحم طبيعية لنزول دورة شهرية طبيعية.

زيادة نسبة هرمون الحليب تؤثر تأثيرا مباشرا على التبويض وتمنعه، وبالتالي يحدث خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسئولة عن الدورة الشهرية، وهما هرمون الأستروجين الذي تزيد نسبته في النصف الأول من الدورة الشهرية، ليبدأ في بناء بطانة الرحم والأوعية الدموية الخاصة بها، وهرمون البروجيستيرون الذي تزيد نسبته في النصف الثاني من الشهر، والخلل في التوازن الهرموني يؤدي إلى بطانة رحم ضعيفة، فتؤدي إلى دورة شهرية ضعيفة قد تكون عبارة عن نقاط دم خفيفة، أو مجرد علامات للدورة، وليس دورة شهرية كاملة.

في حالة زيادة هرمون الذكورة عن الحد المسموح، فإن ذلك يؤدي إلى ظهور الشعر في بعض مناطق الجسم، وإلى ظهور حب الشباب، وإلى زيادة الخلل في التوازن الهرموني، ومن أعراض التكيس الوزن الزائد، وهو نفسه سبب يؤدي إلى ذلك التكيس.

الدوخة والإغماءة المتكررة بسبب ضعف الدم، فيجب عمل تحليل صورة كاملة للدم، وأخذ الفيتامينات المناسبة حسب نتيجة التحليل، مع التغذية الجيدة.

هناك تحاليل يجب إجرائها، وهي تحاليل الهرمونات، وتحاليل وظائف الغدة الدرقية، والغدة النخامية، وهرمون الحليب، وهرمون الذكورة، وهذه التحاليل هي:

- FSH - LH - PROLACTIN- TSH- FREET4 - ESTROGEN –TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة.
- ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم ال21 من بداية الدورة.
- وعمل السونار على المبايض، خصوصا في منتصف الدورة، وهي أيام التبويض، ومتابعة الحالة مع طبيبة نسائية متخصصة.


تناول حبوب تنظيم الأسرة ومنع الحمل لا يؤثر مستقبلا على الزواج أو الإنجاب، بل يعتبر جزءا مهما مع علاج اضطراب الدورة الشهرية، وتناولها يمنع تكون تكيسات وأكياس جديدة على المبايض، وينتهي مفعول هذه الحبوب بمجرد التوقف عن تناولها، وتنظيم الدورة لمدة 6 شهور مهم جدا لعمل التحاليل المطلوبة للهرمونات، ولهرمون الحليب، وهرمون الذكورة، وهرمونات الغدة النخامية والدرقية، ولذلك لا تخافي من تناول حبوب منع الحمل - إن شاء الله -.

الحبوب كثيرة ومتنوعة، وهي تحتوي على الهرمونين الأستروجين والبروجيستيرون لإعادة التوازن بينهما، وبالتالي إعادة تنظيم الدورة، ويستمر ذلك لمدة 3 شهور، ثم التوقف عن تناول هذه الحبوب، وتناول بدلا منها حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وفي نفس الوقت تعيد التوازن الهرموني، لأنها تحتوي على هرمون البروجيستيرون المصنع فقط، ولا تحتوي على هرمون الأستروجين، وجرعتها 10 مج، تؤخذ يوميا من اليوم ال 16 من بداية الدورة حتى اليوم ال 26 من بدايتها، وذلك لمدة ثلاث شهور أخرى.

كذلك تناول حبوب جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا مهم جدا للإعادة هرمون الأنسولين إلى العمل الجيد مع الخلايا لتنظيم السكر، وبالتالي تنظيم هرمون الذكورة ومعالجة التكيس.

أخذ علاج هرمون الحليب في حالة ارتفاعه، وهو حبوب دوستينكس ربع مج مرتين أسبوعيا، ومتابعة تحليل هرمون الحليب حتى يصل إلى الصفر لثلاث تحاليل متتالية.

قد يفيدك في المرحلة القادمة تناول شاي أعشاب البردقوش، والمرمية، وحليب الصويا، وتلبينة الشعير المطحون، وتناول الفواكه والخضروات، لأن كل ذلك يحسن التبويض، بالإضافة إلى تناول حبوب الفوليك أسيد، والحديد، وهناك كبسولات TOTAL FERTILITY قد تفيد في تقوية المناعة والجسم، وتحسن التبويض - إن شاء الله -.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر ساره

    تقريبا نفس مشكلتي لكن التحاليل ديت كلها تتم عن طريق الدم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً