الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ملامح وجهي يظهر عليها الحزن غالبا وفي كل الأحوال.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أحب أن أشكركم على الجهد الكبير الذي تبذلونه.

أعاني من مشكلة كبيرة وهي: أن ملامح وجهي تظهر حزينة أغلب الأوقات إن كنت حزينا أو حتى سعيدا، لدرجة أنه عند الضحك تظهر وكأني أبكي.

مع العلم أني ألبس نظارة حفظ نظر، وعندما أقوم بإزالتها تخف الملامح الحزينة التي على وجهي إلى حد ما.

أرجو إيجاد حل لمشكلتي، وهل أحتاج إلى عملية تجميل؛ لأن هذا الموضوع يسبب لي الكثير من المشاكل.

علما أني لا أعاني من اكتئاب، أو أي مشكلة نفسية تسبب مثل هذا الحزن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحبك ربى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.

ولا شك أن الأمر مزعج بالنسبة لك، وليس من السهل أن ترتاح مع هذا الانطباع.

من الأسئلة الهامة التي يفيد أن أسألها لك: هل هناك من أبدى لك ملاحظة حول هذا الأمر، وأن وجهك يظهر عليه دائما ملامح الحزن، أم أن هذا فقط انطباعك الخاص؟

إذا كان قد أبدى إليك عدد من الناس مثل هذه الملاحظة، فهذا يؤكد فكرتك، وتخوفك، ويؤكد أن هذه الفكرة فكرة موضوعية، وإلا فهي فكرتك أنت وانطباعك فقط، وليس هناك ما يؤيدها من آراء الآخرين، ولعل هذا إما بسبب حساسيتك الزائدة، أو حقيقة لوجود حالة ولو بسيطة من الاكتئاب، إلا أنك تذكر في رسالتك بأنك لا تشعر بالاكتئاب.

وهناك حالة نفسية معروفه نسميها (dismorphobobia) عندما لا يرضى الشخص عن جزء من جسمه أو ملمح من ملامحه، وقد يقوم بإجراء عملية تجميلية، إلا أنه ما إن ينتهي منها حتى يبدأ يقلق لجزء آخر من جسمه، وهكذا دواليك. ولا ينصح هؤلاء عادة بإجراء العمليات التجميلية؛ لأنه مهما فعلوا فهم لن يصلوا لمرحلة الرضا.

وبناء على ذلك فإني لا أنصحك بإجراء العملية التجميلية، وخاصة إذا كان الوجه الحزين هو انطباعك أنت فقط وليس انطباع الآخرين أيضا.

ولكن يمكن إن شغلك الأمر كثيرا أن تستشير أحدا تثق به ليخبرك برأيه في الأمر، أو حتى أن تأخذ رأي طبيب عام.

وأدعوه تعالى أن يريح بالك، ويسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً