الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكلم الشباب هاتفياً بحثاً عن الزوج، كيف أتخلص من هذه المعصية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

مشكلتي أنني كثيرا ما ينجذب الناس لي من الجنسين، حتى أحس أنهم يريدون التقرب بالارتباط والخطبة، أقصد من شباب أو حتى الأمهات، ولكن كثيراً أحس بحاجز يمنعهم أو يعقد الأمور, لا أعلم إن كان مساً أو عيناً أو حتى سحراً أو قضاء وقدراً, مع العلم أنني أحصن نفسي من فترة لأخرى، وأعترف أنني وقعت في معصية مكالمة الشباب، وأستغفر وأتوب وأرجع، فهل من طريقه تسهل الزواج؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ doaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يعينك على كل أمر يُرضيه، ونحرضك على طاعة رب العباد، وتجنب معصيته فإنه شديد العقاب، واعلمي أن الفتاة مثل الثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل للدنس، ونحذر -ابنتنا الفاضلة المقبولة المحبوبة- من المجازفة في الحديث مع الشباب فإن فيهم ذئابا، وكما قلنا عليها أن تخشى من شرور هؤلاء الشباب، فإن البدايات الخاطئة لها تأثير خطير على حياة الفتاة، والفتاة لا تملك بعد إيمانها بالله أغلى من سمعتها، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يصونك وأن يحفظك، واعلمي أن الزواج قدَّره الله -تبارك وتعالى- في وقت محدود، فلا تستعجلي وتقدمي التنازلات، واعلمي أن الرجال يهربون من الفتاة التي تقدم لهم التنازلات ويجرون وراء الفتاة التي تلوذ بإيمانها وحجابها وتطلب منهم أن يقابلوا أهلها، فإن الفتاة التي يأخذها الشاب من الشواطئ أو عبر الهاتف أو بسهولة يُرجعها ويضيعها بنفس السهولة، بخلاف الفتاة التي يصعب عليه الوصول إليها إلا عن طريق أهلها، إلا إذا قدم صداقًا يدل على صدقه، إلا إذا أدخل وسائط من أجل أن يُقبل، فإنه عند ذلك يعرف أن ورائها رجال وأنها كريمة بنت كرام، وهذا ما نريده لك.

أما بالنسبة لسؤال: هؤلاء الذين يتقدموا ثم يتراجعوا؟ نحن نسأل هل هذا التراجع لأسباب محددة أم من غير أسباب؟ إذا كان من غير أسباب ظاهرة فإنا ندعوك فعلاً إلى مسألة الرقية الشرعية، ومسألة المواظبة على أذكار المساء وأذكار الصباح، وعلى كل حال لا أظن أن هناك داع للانزعاج، فإن ما قدره الله سوف يأتيك، وما عند الله من الخير لا يُنال إلا بطاعته، فأشغلي نفسك بطاعة الله، وتقربي إلى الله -تبارك وتعالى-، واحشري نفسك في زمرة الصالحات وفي مراكز القرآن وأماكن المحاضرات، فإن فيها مواطن الصالحات، ومن صالحة إلا وهي تبحث عن الفاضلات من أمثالك لابنها أو لأخيها أو لمحرم من محارمها، ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.

مرة أخرى ندعوك إلى المحافظة على ما وهبك الله من حياء وعفة وقبولٍ وجمال، وتجنبي التواصل مع أي شاب إلا بعد أن يُصبح زوجًا لك، فإن الصداقة بين الفتيات وبين الآخرين من الرجال لا تُقبل إلا في إطار المحرمية أو في إطار الحياة الزوجية، ونبشرك بأن إقبال الناس عليك وميلهم إليك دليل على أنك صاحبة شخصية جذابة، فكمّلي هذا الجمال بجمال الباطن الذي هو كمال الخلق وكمال الدين.

ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً