الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي شاب أصغر مني، فهل يسبب فارق العمر المشاكل في المستقبل؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة أبلغ من العمر 31 عاما، تم عقد نكاحي على شاب يصغرني سنا، ويبلغ من العمر 28 عاما، فهل هناك خطأ من زواجي بشاب يصغرني سنا؟ وهل ستحدث مشاكل بسبب اختلاف العمر؟

وللعلم: فإن شخصياتنا متشابهة كثيرا، وهو إنسان صالح، وبه صفات كثيرة رائعة، ويحبني كثيرا، وﻻ يريد أن يتزوج بغيري، فهل أكمل الزواج من هذا الشاب أم الأفضل له أن أتركه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونهنئك بهذا الزواج، وندعوك إلى إكمال هذا المشوار، ونعتقد أن هذه الزيجة -بإذن اللهِ- ستكون ناجحة، لأن التلاقي ليس بالأعمار، وإنما بالأرواح، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، والحب وهذه المشاعر الجميلة لا تعرف فوارق العمر، ولا تعرف غيرها من الفوارق، لأن التلاقي كما قلنا بالأرواح.

وأعجبني وأسعدني هذا التشابه وهذا التشاكل في الشخصية، لأن هذا هو الذي ينبغي أن نعوّل عليه ونركز عليه، فهنيئًا لك بهذا الشاب، وهنيئًا له بك، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، وأرجو ألا تترددي مطلقًا في إكمال هذا المشوار، ونتوقع لكم -بإذنِ الله- حياة سعيدة، وندعوكم إلى أن تؤسسوها على قواعد هذا الشرع، وأن تجعلوا البيت عامرًا بالذكر والإنابة، وأن تتعاونوا على البر والتقوى، وأن تُحسنوا النية في بداية هذا المشروع، وتستمروا كذلك على النية الصالحة، فإن المسلم يتزوج لغاية، وكل الناس يتزوجون، حتى الحيتان في بحرها، والوحوش في غابها، والكفار في بلادها، ولكن أهل الإيمان يتزوجون لغاية من أجل أن يكثروا من أعداد المصلين الموحدين الذين يُفاخر بهم رسولنا يوم الدين، -عليه صلاة الله وسلامه-.

فاحرصوا على بناء هذا البيت على قواعد هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، ونشرف بتواصلكم مع موقعكم، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم صلاح النية وصلاح الذريَّة، وبارك الله لكم، وبارك عليكم، وجمع بينكم على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً