الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتكبت معصية وتبت منها، لكنني ما زلت أدفع ثمنها.

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 23 سنة، أشعر بأعراض غريبة، مثل انتفاخ الثدي وبروز الحلمتين، وأصوات في البطن، وحرقان شديد في البول، وأيضا حرقان داخلي، ومن يومين تقريبا لاحظت تورم الشفرين في المنطقة الحساسة، والدورة تنزل قليلة عن الأول، وأشعر باضطرابات في الرؤية.

أنا مخطوبة وحصل بيني وبين خطيبي علاقة من فوق الملابس، وهذا كان في نصف شهر اكتوبر، وإلى الآن الأعراض مستمرة منذ ثلاثة أشهر، والآن أقوم بعمل اختبارات حمل وسونار، وخائفة أن أكون حاملاً، ونادمة جداً وأشعر أنني فعلت مصيبة، فقمت أصلي وأسأل الله أن يسامحني.

ذهبت إلى الطبيبة في نهاية شهر اكتوبر، وأخبرتني أن الرحم سميك، وأعطتني حقنة لتنزل الدورة المتأخرة، وفعلا نزلت لكنها قليلة عن العادة، وراجعت الطبيبة مرة ثانية، فأخبرتني أن الرحم ما زال متضخماً، ولا توجد تكيسات، خائفة من الحمل، لذلك ذهبت لطبيبة أخرى عملت لي سونار، وأخبرتني أن الرحم متضخم وتوجد تكيسات صغيرة جدا على المبيض، وطلبت مني تحليل حمل رقمي، فعملته وكانت النتيجة واحد، وقد عملت التحليل في تاريخ 20/12.

وذهبت لطبيب نساء، وطلب تحاليل في اليوم 21 من الدورة، وكانت كالآتي:
هرمون الحليب 38
البروجيسترون12.4
والذكوره 0.4
والذكوره الحر 3.0 وtsh 1.83

وأخبرني أن التحاليل سليمة، وأعاني فقط من ارتفاع بسيط في هرمون الحليب، وأعطانى مثبت، لمدة شهر ونصف، وقام بعمل سونار، وقال أن الرحم طبيعي، ولا توجد تكيسات.

ساعدوني، كيف أتوب عما فعلته؟ وهل أنا حامل أم هي مجرد أوهام؟ ولماذا جاءت هذه الأعراض بعد ما حصل بيني وبين خطيبي؟ قرأت في النت أن كل هذه الأعراض هي أعراض الحمل، خاصة بروز الحلمتين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد أطمئن قلبك من ناحية وأتعبه من ناحية أخرى وأقول لك: إن اضطراب الدورة الشهرية وغيابها مدة أطول من المعدل الطبيعي، وارتفاع هرمون الحليب، والوزن الزائد، وعدم نزول الدورة الشهرية إلا بالحبوب، هي حالة لا يمكن حدوث الحمل معها وتحتاج إلى ترتيب، وعلاج طبي وغذائي حتى تتحسن الدورة الشهرية، ويتحسن التبويض، ولذلك أخرجي حكاية الحمل من تفكيرك تماما، وتفرغي أولا للتوبة من هذا الفعل وعدم تكراره، وأنا ألتمس من كلامك صدق النية والخوف مما حدث، وتريدين أن تتطهري، وهذا هو أول شروط التوبة، قال الله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم. وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون} الزمر: 53 – 54 . وقال تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} البقرة : 222 . وقال سبحانه: {ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده} سورة التوبة

ومن ترك ذنباً من الذنوب لله صحت توبته، ومن تركه لغير الله لم يكن مخلصاً ولم تصح توبته، فإن الله -تعالى- لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً له وحده، فقد يتوب الإنسان من المعصية خوفاً من الفضيحة، ولو علم أنه بعيداً عن الفضيحة لعاد إلى نفس الذنب.

والندم ركن من أركان التوبة لا تتم إلا به، ولا تقبل التوبة إلا من نادم خائف، ورجل مشفق على نفسه مما حصل منه وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى قيمة الندم، فقال : " الندم توبة " وأن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " بمعنى ما لم تبلغ الروح إلى الحلقوم وما لم يتيقن الموت، فإن التوبة بعد التيقن بالموت لم يعتد بها، لذلك لا ترهقي نفسك بالمعصية السابقة، ويجب الالتفات إلى المستقبل والله -سبحانه وتعالى- سوف يقبلك في عباده الصالحين التائبين العائدين بحوله وقوته

ويمكن علاج اضطراب الدورة وانتفاخ الثديين، عن طريق تناول حبوب منع الحمل ياسمين أو كليمن لمدة ثلاثة شهور متتالية مع التوقف عند انتهاء الشريط حتى تنزل الدورة، ثم تناول الشريط الذي يليه ثم تناول حبوب دوفاستون التي وجرعتها 10 مج، تؤخذ يوميا من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية، واستخدام حبوب منع الحمل ليس الغرض منه منع الحمل، لأنك فتاة غير متزوجة ولكن الغرض منه وقف حالة التكيس وإعادة تنظيم الدورة.

والوزن الزائد يساعد على حدوث التكيس واضطراب الدورة الشهرية، وبالتالي يجب العمل على إنقاص الوزن من خلال الحمية الغذائية، ومن خلال المشي والرياضة، مع استخدام أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا، بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري، من خلال مساعدة الإنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، مثل: total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3، أيضا يوميا واحدة مع حبوب فوليك اسيد 5 مج، وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل، لأنها مهمة للتقوية العظام وللوقاية من مرض الهشاشة مع الغذاء الجيد المتوازن.

وكذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، لأن ذلك يساعد على علاج التكيس ومن الأشياء الطبيعية المذكورة في علاج التكيس أعشاب البردقوش، وتشرب مغلية مثل الشاي ويمكن شربها مرتين يوميا، فهي تساعد على التبويض الجيد، وهناك مغلي مطحون الشعير ويعرف بالتلبينة النبوية، وهو مفيد أيضا لعلاج الإمساك وعسرالهضم وعلاج مشاكل المبايض، وهناك أيضا حليب الصويا وقد تم استخراج كبسولات فيتو صويا منه، وتستخدم لعلاج التكيس وتحسين التبويض.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً