الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة عدم انقطاع البول وتوقفه بعد التبول

السؤال

عمري 33 سنة، متزوج من ثلاث سنوات، وعندي بنت عمرها سنة ونصف.

أمكث طويلاً في دورة المياه بعد التبول للتأكد من انقطاع البول؛ حيث أنني ألاحظ أقل من قطرة بول كل 2 أو3 دقائق فأجففها وأنتظر ألاحظ أيضاً مثل السابق أو أكثر أو أقل بقليل وأجففها وأبقى على هذا الحال لمدة تزيد عن نصف ساعة، وأحياناً أنتظر ولا أجد شيئاً، وأيضاً لا أكون واثقاً من انقطاع البول، كما أشعر غالباً بالرغبة في البول بعد الانتهاء من التبول بفترة قصيرة، كما أنني أحياناً أرغب في التبول بشدة فجأة، كما أشعر بعدم الراحة في كثير من الأحيان في المنطقة المحيطة بمخرج البول، وخاصة الجانب الأيسر.

وأحيانا عند التبرز تخرج قطرة أو اثنتان من البول، وأحياناً مادة لزجة لونها أبيض مثل المني، وهذا يحدث مرات قليلة.

كما أشعر أحياناً بخروج قطرة من البول، وعندما أفحص مكان البول كثيراً لا أجد شيئاً، كما أشعر أحيانا بخروج مذي، وبفحص مكان البول والملابس غالباً لا أجد شيئاً وقليل من المرات، أجد أثرا للمذي كما أنه إذا كان الجو بارداً أتبول مرات عديدة، في اليوم الواحد تقريباً كل ساعة أو ساعتين، علماً بأنني قليل شرب الماء؛ لذا أكره دخول الخلاء، كما أنني أقوم بحبس البول أطول فترة ممكنه لأقلل عدد مرات التبول (عدد مرات دخول الخلاء لا يقل عن 4 مرات يومياً).

كما أشعر أحياناً بتحرك غازات في بطني، ويكون صوتها عاليا، لدرجة أن من بجواري يسمعونها، مع كثرة خروج الغازات، كما أشعر بضعف اﻻنتصاب، وسرعة القذف.

أرجو معرفة أسباب ذلك والعلاج، وكيفية الطهارة للصلاة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Alaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعادة ما تكون هذه الأعراض بسبب احتقان البروستاتا؛ حيث إن احتقان البروستاتا يؤدي إلى الإحساس بشعور غير مريح في منطقة العجان والعانة بالإضافة إلى كثرة التبول مع ضعف البول وسرعة القذف؛ ولذلك لا بد من الابتعاد عما يثير الغريزة والمسارعة في تفريغ المثانة عند الحاجة لذلك، وتفادي التعرض للبرد الشديد أو الإمساك، ويمكن تناول علاج يزيل احتقان البروستاتا مثل: Peppon Capsule كبسولة كل ثمان ساعات، أو البورستانورم أو ما يشبههما من العلاجات التي تحتوي على مواد تقلل من احتقان البروستاتا، مثل الـ Saw Palmetto و الـPygeum Africanum و ال Pumpkin Seed، فإن هذه المواد طبيعية، وتصنف ضمن المكملات الغذائية, وبالتالي لا يوجد ضرر من استعمالها لفترات طويلة (أي عدة أشهر) حتى يزول الاحتقان تماما.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور أحمد محمود عبدالباري: استشاري جراحة المسالك البولية
تليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي: الاستشاري الأسري والتربوي فأجاب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرحبًا بك أيهَا الأخ الكريم في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يمُنَّ علينا وعليك بالعافية.

أما جواب السؤال - أيها الحبيب – من الناحية الشرعية فإننا سنقسمه إلى حالين، الحالة الأولى أن يكون خروج البول مجرد وهم؛ إذ تتوهم أنه نزل منك شيء ولم تتيقن خروجه، فإذا كان مجرد توهم فنصيحتنا لك ألا تلتفت إلى هذه الأوهام حتى لا يتمكن منك الوسواس، فالأصل عدم خروج شيء حتى تتيقن خروجه، وبهذا تُريح نفسك من عناء البحث والتفتيش، وإذا كنت قد توضأت فلا ينتقض وضوؤك بسبب شكك في خروج شيء أو توهمك أنه قد خرج منك شيء.

وكن على ثقة تامة من أن هذه الوساوس لن تزول عنك بمثل سلوكك هذا الطريق، فإن أنفع علاج للوساوس هو الإعراض عنها، وعدم الانجرار وراءها.

الحالة الثانية: أن تكون متيقنًا تمام اليقين من أنه قد نزل منك شيء من البول، وفي هذه الحالة نقول: إذا كانت قطرات البول هذه تنقطع عنك قبل خروج وقت الصلاة فالواجب عليك أن تنتظر خروج ذلك الوقت فتستنجي وتتوضأ ثم تصلي ما دام أن البول ينقطع زمنًا يكفيك لأن تتوضأ وأن تصلي.

ولا يلزم أن تبقى في دورة المياه، فبإمكانك أن تلُفَّ خِرقة أو منديلاً على الذكر حتى تُقلل من انتشار النجاسة، فإذا انقطع البول استنجيتَ وتوضأتَ وصليتَ.

أما إذا كان هذا التقاطر من البول يستمر طيلة وقت الصلاة – أي من ابتداء دخول وقتها إلى أن ينتهي وقتها – ولا ينقطع زمنًا يكفيك لأن تتوضأ وتصلي، فأنت في هذه الحالة من أصحاب سلس البول، وصاحب سلس البول ينتظر حتى يدخل وقت الصلاة، فإذا دخل وقت الصلاة يستنجي ويلُفَّ مِنديلاً أو خِرقة على الذكر، ويَسُدَّ رأسه حتى لا تخرج النجاسة ولا تنتشر، ثم يتوضأ ويصلي بوضوئه ذلك ما شاء من الصلوات – من فرائض ونوافل – ما دام في وقت الصلاة، فإذا دخل وقت الصلاة الأخرى يُعيد وضوءه.

هذا كله على فرض أن النزول للبول ليس وهمًا، وأنه يستمر طوال الوقت، ولا ينقطع زمنًا يكفيك لأن تتوضأ وأن تصلي.

أما ما تراه بعد البول من مادة لزجة بيضاء تُشبه المني، فهذه المادة تسمى عند الفقهاء (الودي) وأحكامه أحكام البول، فهو نجس في نفسه، ويجب الاستنجاء بعده، وتطهير البدن والثوب إذا أصابه، فأحكامه أحكام البول.

وأما الغازات فإنها إذا كانت مستمرة في الخروج –أي تخرج جميع وقت الصلاة منذ أن يدخل الوقت إلى أن يخرج – أو كانت تنقطع زمنًا لا يكفيك أن تتوضأ وتصلي فيه فأنت في هذه الحالة مثل صاحب السلس الذي ذكرناه قبل، أي أن الواجب أن تنتظر دخول وقت الصلاة فتتوضأ بعد دخول الوقت وتصلي، وإذا خرج منك شيء في هذه الحال فلا تبطل صلاتك لأنك معذور، فإذا دخل وقت الصلاة الأخرى وجب عليك أن تُعيد الوضوء لها ثانية، وهكذا.

أما إذا كانت هذه الغازات أو خروج الريح ينقطع عنك زمنًا يكفي الطهارة والصلاة قبل خروج وقت الصلاة، فإن الواجب عليك أن تنتظر زمن ذلك الانقطاع فتتوضأ فيه وتصلي، لأنه بإمكانك أن تؤديَ الصلاة بطهارة كاملة.

وفي الختام نحن نؤكد أيها الحبيب وصيتنا التي بدأنا بها، وهي أن تجاهد نفسك لدفع الوسواس وعدم الاسترسال معه إذا كانت الأمور مجرد وساوس، حتى لا يتمكن الوسواس منك فيُعنتك ويوقعك في الحرج والمشقة.

نسأل الله تعالى لك دوام التوفيق والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً