الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا شعر شخص بدوخة أو أنه سيغمى عليه.. فكيف نساعده؟

السؤال

السلام عليكم.

كيف يمكن التصرف في الحالات الآتية التي قد تقابلني كثيرًا في حياتي، ولا أستطيع التصرف أمامها، وأريد من السادة المتخصصين التوضيح المفيد، وهذه الحالات هي كالتالي:
س1: عندما يشعر الشخص بدوخة، هل الأفضل له أن يأكل أو يشرب شيئًا مسكرًا أم شيئًا مالحًا أم شيئا بدون ملح أو سكر؟

س2: عندما يصطدم الشخص في رأسه مثلا، فيحدث بعض الاحمرار والتورم مثلا، فهل يضع ماءً مثلجًا أم ماءً ساخنًا أم ماءً متوسطًا لا ساخنًا ولا مثلجًا؟

س3: عندما أجد شخصا يشعر بأنه سيحدث له إغماء، فكيف أساعده قبل أن يحدث له إغماء؟ وعندما أجد شخصا قد حدث له إغماء بالفعل، فكيف أساعده بعدما حدث له إغماء لكي ينهض من جديد؟

علما أنني أجد بعض الناس يشممون المغمى عليه برفان أو عطرًا، وأحيانًا بصلا أو ثوما، وأحيانا يعطونه شيئًا مسكرًا في فمه مثل الملبسة؟ فهل هذه أشياء صحيحة؟

س4: أجد شخصًا أحيانًا في وسائل المواصلات العامة أو عموما في أي مكان قد يصرخ بعض الشيء، ويتصرف تصرفًا يبدو غير طبيعي سواء ذكرًا أو أنثى، وقد أفكر في محاولة أن أساعده، ولكني أجد البعض يقول لي: لا تذهب أنه قد يكون به جن، وآخر يقول: أنه مريض نفسي، وفي النهاية لا أساعده بأي شيء، فأجد ضميري يؤنبني، فكيف أكتشف أن شخصًا به جن أو أنه مريض نفسي، وأيهما يكون حالته أخطر على نفسه وعلى الآخرين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فشكرًا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وهذه أسئلة مفيدة تفيد الجميع -إن شاء الله-.
- بالنسبة للدوخة فإن هناك أمورًا عديدة يمكن أن تقوم بها، فإن حصلت وأنت واقف فعليك إما أن تجلس أو أن تستلقي إن أمكن، وهذا أفضل، فإن لم تستطع الاستلقاء فيمكن الجلوس، ووضع رأسك بين ساقيك، فهذا يساعد على ضخ الدم إلى الرأس، وإن استلقيت فارفع قدميك لكي تكون أعلى من مستوى رأسك بأن تضعهما على مخدة، وتضع رأسك دون المخدة، ويفضل أن تبقى هكذا لدقيقتين أو أكثر حتى تذهب الدوخة.

- يفضل تناول السوائل، وخاصة الماء فإن لم يكن متوفرًا، فيمكن تناول الشاي مع السكر أو عصير الفواكه أو حتى الشوربة؛ لأن أحد أسباب الدوخة هي نقص السوائل، وإذا كان المريض المصاب بالدوخة عنده سكري، فيفضل إعطاؤه ماء فيه سكر.

- يفضل تناول الطعام إن حصلت الدوخة؛ لأن نقص السكر قد يؤدي إلى الدوخة، ولذا ينصح بتناول وجبة فيها نشويات وسكريات مثل: الشوكولاتا.

-أما بالنسبة للاصطدام وحدوث الاحمرار أو الازرقاق، فإن هذا يعني أنه قد حصل نزف تحت الجلد؛ ولذا فإنه ينصح بوضع الثلج داخل كيس نايلون أو داخل فوطة، ووضعه على مكان الرض لمدة 15-20 دقيقة كل 3-4 ساعات، ولا يفضل وضعها أكثر من 15-20 دقيقة في المرة الواحدة، إذا لاحظت أن شخصاً لونه شاحب ويترنح فيمكن أن تمنع حدوث الإغماء بأن تجلسه مبعداً ركبتيه عن بعضهما، وإمالة رأسه بينهما إلى أسفل، أو أن يرقد الشخص مستوياً على ظهره مع رفع أرجله.

إذا كان المصاب يقدر أن يبلع تعطيه قليلاً من الماء، فهذا يساعده على استعادة حيويتيه، وإذا حصل الإغماء فإنه يفضل اتباع ما يلي:
- يمدد المصاب على ظهره، وتخفض الرأس، وترفع القدمين إلى مستوى فوق مستوى الرأس.

- تخلع الملابس الضيقة حول العنق والصدر والوسط والشراب والحذاء.

- لا يعطى شيئا في الفم، ويفضل تقييم المريض، وإجراء الإسعافات الأولية لإنعاش القلب الرئوي إن أمكن، وكنت عارفًا الخطوات الضرورية.

والقواعد العامة للإسعافات الأولية لحالات فقدان الوعي:
- يرقد المصاب على جانبه مع إمالة الوجه إلى الجانب ليعطى مجالاً للمواد المقاءة لتسيل إلى خارج الفم.

- افحص المصاب فحصاً شاملاً لاستبعاد توقف التنفس أو النزف الشديد، وهذه الحالات يجب إعطاؤها الأولوية.

- تخلع ملابس المصاب، وتجعل المصاب يحصل على كمية كافية من الهواء النقي، وتنزع النظارة الطبية، وإذا كان يتنفس بصعوبة يقوم المساعد بوضع إبهامه خلف الفك السفلى، ويدفع الفك إلى الأمام مما يمنع سقوط اللسان إلى الخلف سادا المجرى الهوائي.

- لا يعطى المصاب أي شيء بالفم حتى يستعيد وعيه ويوضع المصاب تحت الملاحظة المستمرة.

- إذا كانت ظروف المصاب المغمى عليه معروفه لديك وأنه عنده حالة انخفاض في سكر الدم، فسارع بوضع شيء حلو الطعم في فمه فور استعادته الوعي.

- وإذا كانت حالة المصاب توحي بأنها انخفاض في ضغط الدم، فقم برفع قدميه فوق مستوى الرأس، وضع وسادة تحت قدميه، ولا تضعها تحت الرأس.

- حافظ على المريض دافئا وابق بجانبه لكي تراقب فعالياته الحيوية (التنفس والنبض) لحين وصول الخدمة الطبية، وهناك تحذيرات مهمة جدًا يجب الانتباه إليها:
- لا تضع أي طعام أو شراب في فم مريض مغمىً عليه، أو فاقدًا الوعي.
- لا تترك المصاب وحده.

-لا تضع أبدًا وسادة تحت رأس مريض فاقد للوعي، لا ترش أبدًا الماء فوق وجهه كمحاولة منك لجعله يستعيد الوعي.

- طلب المساعدة الطبية حتى وإن استعاد المريض وعيه.
+++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد حمودة استشاري الأمراض الباطنية والروماتيزم، وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.

بالنسبة لسؤلك الأخير: إذا كان هناك شخص يصرخ، أو يتصرف تصرفات غير طبيعية وجدته في الطريق، أو كان في السيارة – في المواصلات العامة، هذا الموضوع يتطلب تعاونًا من الآخرين، يعني أنه لا يستحسن أن تقوم لوحدك بمحاولة مساعدة هذا المريض، فإذا كان هذا الشخص (مثلاً) يركب أحد المواصلات العامة، وصادف أنك موجود هنالك، فيمكن أن تحاول أن تهدئه بهدوء شديد، لكن يجب أن تكون حذرًا؛ لأن بعض هؤلاء المرضى انفعاليون جدًّا، ليست القضية أنه مصاب بجن، أو شيئا من هذا القبيل، حتى الأمراض النفسية العادية - كمرض الفصام، أو مرض الهوس – قد يتهيج المريض، وينفعل انفعالاً شديدًا.

بعد أن تحاول أن تهدئه وتطمئنه إن استجاب، فهذا هو المطلوب، إن لم يستجب فعليك أن تسحب نفسك بسرعة جدًّا، ولا تتفاعل معه أبدًا؛ لأن الانسحاب وعدم التفاعل معه سيكون هو الأفضل في هذه الحالة، لأن أي نوع من التدخل منك، أو من غيرك سوف يزيده انفعالاً وتهيجًا.

وإذا كان المريض بالفعل متهيجًا في أحد مرافق المواصلات أو في الطريق، أو يسبب خطورة على نفسه، أو على الآخرين فلا تقربه وحدك أبدًا، إذا كان حولك أناس آخرون من أصحاب المروءة، ولديهم الاستعداد للمساعدة، فهنا يمكن محاولة مسك الشخص بصورة هادئة ومطمئنة وأخذه لأي مرفق علاجي كالمستشفيات، أو تسليمه للشرطة إذا لم يكن واعيًا، أو لم يكن عارفًا بأهله ومسكنه.

هذه هي الإجراءات العامة التي ننصح بها، فالمساعدة طيبة والمروءة أمر مطلوب، لكن الحذر مطلوب أيضًا في التعامل مع المرضى النفسيين أو المرضى العقليين خاصة إذا كان الواحد منهم في حالة تهيج.

موضوع: كيف تكشف عليه إن كان به جن أو أنه مريض نفسي؟
هذا أمر ليس بالسهل، وحتى أصحاب الاختصاص لا يعرفون ذلك، فلا تُدخل نفسك في هذه المتاهة، المهم هو أنك تريد أن تساعد، تريد ألا يعتدي هذا الشخص على نفسه أو على أحد، وتعامل معه بالطريقة التي ذكرناها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا سمير

    شكرا معلومات قيمة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً