الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حزن وضيق دائم بالنسبة لما سبق في حياتي، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من ضيق وحزن على أشياء كثيرة قديمة حدثت لي، مثلا: أيام المدرسة أو الجامعة، تسبب لي الضيق والبكاء بين الحين والآخر، ولا أستطيع أن أبتدئ يومي من جديد.

وأيضا أتذكر فترة الوسواس القهري التي حدثت لي والحمد لله تعالجت منها، لكني أتذكرها وأحزن كثيرا على عذابي في وقتها في الوقت الذي كان فيه زملائي الآخرون يستمتعون بحياتهم.

بارك الله فيكم وفي موقعكم، وجزاكم عنا كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ eman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا تحزني أبداً فالماضي قد انتهى ولن يعود أبداً، ولا يفوت عليك أنه حتى وإن كان هنالك صعوبات ومشاكل قد حدثت لك فيما مضى وأيام المدرسة، فهنالك أيضاً أشياء طيبة وجميلة قد حدثت لك، وهذه أيتها الفاضلة الكريمة كلها خبرات، والخبرات التي تفيد الإنسان يجب أن يكون ما فيها منه ما هو جيد ومنه ما هو سيء.

المهم الآن أن تفهمي نفسك بصورة أفضل، ولا تجعلي نفسك أسيرة للماضي، اجعلي نفسك في رحابة المستقبل وجماله، وعيشيه بأمل ورجاء، زودي نفسك بسلاحي العلم والدين فهما الأفضل والأثبت والأقوى، لا أحد يستطيع أن ينزع منك علمك ولا دينك، كوني قوية، كوني صابرة، كوني ذات يد عليا، اجتهدي في التمتع ببر والديك، وزعي وقتك بصورة صحيحة؛ فتوزيع الوقت وإدارته هي من سنن النجاح الممتازة جداً.

ما يأتيك من قلق وسواسي إن شاء الله تعالى سوف ينتهي من خلال ما ذكرته لك، ولا بأس أبداً من أن تأخذي علاجا، دواءً بسيط لمدة بسيطة حتى يخفف من الدوافع الوسواسية والقلق يجب أن يحسن مزاجك.

بما أنك تعيشين في مصر؛ أرى أن عقار مودابكس يعرف باسم سيرترالين: Sertraline من الأدوية الممتازة جداً والفاعلة المفيدة، فأرجو أن تتناوليه بجرعة نصف حبة 25 مليجرام يتم تناولها ليلاً لمدة شهر، ثم اجعليها حبة أي 50 مليجرام تناوليها بانتظام لمدة أربعة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، وبعد ذلك نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، وهذه جرعة التوقف، الدواء سليم وغير إدماني.

وختاماً أرجو أن تطبقي ما ذكرته لك، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به وإن استطعت أن تقابلي طبيبا نفسيا فهذا لا بأس به، وإن لم تستطيعي فما ذكرته لك يكفي تماما.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً