الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أرق وضيقة شديدة وتعكر في المزاج

السؤال

السلام عليكم

أنا صاحب الاستشارة رقم(2216844) فإن هذه الحالة لم تأتني إلا بعد عقد ملكة الزواج، فصرت أعاني من أرق، وضيقة شديدة، وتعكير مزاج، وعدم تركيز قليلا، وإلى الآن منذ نحو سنة من زواجي وأنا على هذه الحالة.

أفكر في الانفصال، ولا أريد هذا العذاب، والله إني قبل الخطوبة والزواج حالتي على أفضل حال، ونومي طبيعي.

أرشدوني مشكورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الصارم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوم الصحة والعافية.

مزاج الإنسان معرض للتقلب والتغيير وفقاً للظروف والحوادث التي يمر بها في حياته اليومية، فأحياناً يصبح منشرح الصدر ومسرورا، وبالتالي يتعامل مع الآخرين بروح الفكاهة والضحك، وقد يكون منقبض الصدر متكدرا، يكون أقل فاعلية وتفاعلا مع الآخرين.

هذا قد يكون شيئا طبيعيا يمر به معظم الناس، ولكن إذا زادت هذه الحالة عن الحد المعقول، وأصبحت ملازمة لصاحبها عدة شهور، فالأمر قد يتطلب تدخلا علاجيا.

بما أنك لم تحدد في استشارتك الظروف التي صاحبت ذلك فلا نستطيع أن نجزم بأن ما تشعر به هو بسبب الزواج، وإذا كان الأمر كذلك فابحث عن ذلك مع نفسك، واسأل نفسك هل الصورة التي كنت واضعها للحياة الزوجية اختلفت عن الواقع؟

هل ما كنت تحلم به لم يتحقق في الزواج؟ هل الزواج أضاف لك مزيدا من العبء والمسؤولية عجزت عن القيام به؟ هل شعرت بأنك غير كفء كزوج؟

الإجابة على هذه الأسئلة -أخي الكريم- هي التي تحدد ما إذا كان سبب حالتك هو الزواج أم لا.

نرشدك ببعض الإرشادات عسى ولعل أن تفيدك في الخروج من المشكلة:

-الإكثار من فعل الطاعات، والاستغفار، فإنه مزيل للهم، والحزن، ومجلب للسعادة.

كذلك تجنب فعل المنكرات وابتعد عنها، فالذنوب تسبب الضيق والضنك والتعاسة، واعلم أن الله غفور رحيم.

-لا تهتم بما فاتك من أمور الدنيا وتنظر لما عند الآخرين، وتذكر أن الله تعالى هو المانح والمعطي {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً هو شرٌّ لكم}.

- فوض أمرك لله سبحانه وتعالى، فهو مجيب المضطَر إذا دعاه، وهو كاشف الضر.

-ركز على الحاضر، واستمتع به، وانس الماضي وما فيه من تجارب مؤلمة، وتطلع للمستقبل، وابعد التشاؤم وكن متفائلا دائما.

-اجلس مع نفسك، وحاول اكتشاف سبب الضيق الذي أنت فيه، فربما يكون السبب تافها وحقيرا، وليس له قيمة، لكنك كبرته وأعطيته حجما أكبر من حجمه.

-انظر إلى ما أنت فيه من النعم والخيرات، وقارن نفسك بمن حرم من هذه النعم التي حباك الله بها، وبمن هم دونك في كل المستويات.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً