الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منذ صغري وأنا أتخيل أشخاصا أمامي وأتحدث معهم، هل أنا مريضة نفسيا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


شكرا على الجهود التي تبذلونها، جعلها الله في ميزان حسناتكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، طالبة في الجامعة -والحمد لله-، مشكلتي بدأت وأنا صغيرة حيث أني أتخيل أشخاصا أمامي وأتكلم معهم كأنني أراهم، سواءً أشخاصا من عائلتي أو أفترضهم من خيالي، وذلك عندما أكون وحدي وخصوصاً عند سماع الأناشيد أو بعد مشاهدة المسلسلات، وهذا الأمر أقلقني وأرهقني كثيراً وأخاف أن ينكشف الأمر، وأعاني أيضًا من كثرة السرحان وأحلام اليقظة والنسيان، وأحيانا أشعر بضيق في نفسي شديد وأبكي لأي سبب، علما أنه لا توجد لي أخوات فأنا وحيدة أمي، وأبي توفي وأنا عمري سنة، ومحافظة على صلواتي وقراءة القرآن.

سؤال آخر: ادعو لي بالزوج الصالح لأنني كثيرة شهوة، وأخاف أن أفسد حياتي، وأنا قرأت عندكم عن هذا الموضوع.

وجزاكم الله خيرا، أرجو الرد سريعا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك -إن شاء الله- بسيطة، فيما يخص ما وصفتي بتخيلك لأشخاص أمامك وبدأت هذه الظاهرة معك منذ الصغر، أعتقد أنها نوع من أحلام اليقظة، وأحلام اليقظة كثيراً ما تتحول إلى نوع من القلق النفسي في بعض الأحيان، والقلق النفسي قد يؤدي إلى السرحان، ويؤدي إلى النسيان والشعور بالضيق والتوتر، وشيء من عسر المزاج وهذا هو الذي حدث لك.

بالرغم من الظروف الأسرية -أيتها الفاضلة الكريمة- ووفاة والدك المبكرة -رحمه الله تعالى-، أنا متأكد أنك ذات شكيمة وعزيمة وثقة كبيرة في نفسك، وأنت –الحمد لله تعالى- مصلية وتحافظين على قراءة القرآن، وأنا متأكد أن هذا سوف يطورك كثيراً من ناحية الثبات والاستقرار النفسي وتطوير المهارات، المطلوب هو أن تنظمي وقتك، أن تكون لك أهداف، وقطعاً تركيزك على الدراسة في هذه المرحلة من أجل التميز والتفوق سيكون مهماً، مارسي أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، وبالتأكيد نحن ننصحك بتطبيق تمارين الاسترخاء، مفيدة جداً خاصة تمارين التنفس التدرجي، إسلام ويب لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطلعي على تفاصيلها.

بالنسبة لموضوع الشهوة الزائدة -أيتها الفاضلة الكريمة- هذا نوع من التفكير الوسواسي من وجهة نظري، أنا أقدر مشاعرك تماماً، وأسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، حاولي أن تقطعي حول تفكيرك حول الأمور المثيرة للشهوات هذا أمر مهم جداً، أكثري من الصيام بقدر المستطاع ومارسي الرياضة كما ذكرت لك، الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة تساعدك كثيراً، أجعلي علاقتك دائماً مع الصالحات من الفتيات.

ربما تحتاجين لدواء بسيط ولمدة بسيطة، الدواء يعرف باسم الفافرين، واسمه العلمي فلوفكسمين، الجرعة المطلوبة في حالتك هي 50 مليجرام يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها 50 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، هو من الأدوية الممتازة جداً وهو مضادة لقلق الوساوس كما أنه يحسن المزاج، والجرعة التي تحصلين عليها صغيرة جداً، وهو لا يسبب الإدمان ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، وإن استطعت أن تقابلي طبيباً نفسياً هذا قطعاً سيكون أمراً جيداً.

تمارين الاسترخاء والرياضة والنوم المبكر قطعاً سوف تحسن كثيراً من التركيز عندك، كما أن حفظ القرآن بشيء من التميز والتدبر والاستبصار يحسن كثيراً من التركيز.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً