الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصلي وأقرأ القرآن، ولكني ما زلت أعاني من الوسواس.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم.

أنا أشعر بضيق في الصدر ووسواس، ومن شدة هذا الشيء أني أستمع يوميًا للرقية الشرعية، مع العلم أني ذهبت لراقٍ شرعي، وأبلغني أني سليم ولله الحمد، وقال لي أن أحافظ على الصلاة والأذكار، وأن أقرأ سورة البقرة، ولله الحمد ذهبت عني الضيقة، ولكن ما زلت أعاني من الوسواس لدرجة أني أصبحت أسمع الرقية الشرعية شبه يومي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

مزاج الإنسان معرض للتقلب والتغيير وفقاً للظروف والحوادث التي يمر بها في حياته اليومية، وهكذا أحياناً يصبح منشرح الصدر ومسرورًا، وبالتالي يتعامل مع الآخرين بروح الفكاهة والضحك، وقد يكون منقبض الصدر متكدرًا، فيكون أقل فاعلية، وتفاعلًا مع الآخرين.

هذا قد يكون شيئا طبيعيًا يمر به معظم الناس، ولكن إذا زادت هذه الحالة عن الحد المعقول، وأصبحت ملازمة لصاحبها عدة أشهر، فالأمر قد يتطلب تدخلًا علاجيًا.

وبما أنك لم تحدد في استشارتك الوقت الذي حدث لك فيه التغيير متى وكيف، وما الظروف التي صاحبت ذلك، فلا نستطيع أن نجزم بأنك تعاني من اضطراب في المزاج، وأيضاً لم تحدد طبيعة الوساوس التي تنتابك، وما هي الأعراض المصاحبة لها، فلا نجزم بأنها وساوس قهرية ونرشدك ببعض الإرشادات عسى ولعل تفيدك في التغلب على ذلك:

1- الإكثار من فعل الطاعات والاستغفار، فإنه مزيل للهم والحزب ومجلب للسعادة -إن شاء الله-، وكذلك تجنب فعل المنكرات والابتعاد عنها، فالذنوب تسبب الضيق والضنك والتعاسة، واعلم أن الله غفور رحيم، -والحمد لله- أنك ملتزم بما قاله لك الراقي الشرعي.

2- لا تهتم بما فاتك من أمور الدنيا، وتنظر لما عند الآخرين، وتذكر أن الله تعالى هو المانح والمعطي، وفوض أمرك لله سبحانه وتعالى فهو مجيب المضطَر إذا دعاه، وهو كاشف الضر.

3- ركز على الحاضر واستمتع به، وانس الماضي وما فيه من تجارب مؤلمة وتطلع للمستقبل، وأبعد التشاؤم وكن متفائلاً دائماً.

4- اجلس مع نفسك، وحاول اكتشاف سبب الضيق الذي أنت فيه، فربما يكون السبب تافه وحقير، وليس له قيمة، لكنك كبرته وأعطيته حجمًا أكبر من حجمه.

5- انظر إلى ما أنت فيه من النعم والخيرات، وقارن نفسك بمن حرم من هذه النعم التي حباك الله بها وبمن هم دونك في كل المستويات.

6- بالنسبة للتخلص من الوساوس القهرية حاول تجاهل وتحقير الفكرة الوسواسية، وعدم الاستجابة لها والانشغال بموضوعات فيها مصالح وفوائد في حياتك، وتجنب الجلوس لوحدك، بل خالط الناس وشاركهم في مناسباتهم.

وتحملك للضيق، أو القلق الناتج عن عدم الاستجابة للأفكار الوسواسية لفترات طويلة يؤدي إلى ضعفها وتلاشيها.

7- واظب على ممارسة تمارين الاسترخاء العضلي بشكل يومي، وخاصة في حالة الضيق، أو التوتر الشديد تجد تفاصيلها في الاستشارة رقم: 2136015.

نسأل الله لك الشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصطفي

    جزاه الله خير الجزاء واتمني من قام بالاجابه علي هذه الاستشاره ان يجزيه خير الجزاء فنعم الجزاء ونعم الراشد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً