الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أثبت على توبتي وابتعادي عن فتن النساء؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب في بداية العشرينات من العمر, أعاني معاناة ما بعدها معاناة, من فتنة النساء, ولي قرابة الثمان سنين وأنا أمارس العادة القبيحة, وأشاهد الأفلام الإباحية الخليعة.

الحمد لله, وبتوفيق من الله؛ هداني الله في الجامعة من مغازلة الفتيات, وأصبحت معاملتي معهن معاملة زمالة لا أكثر, ولكني أيضا أعاني من فتنة إطلاق البصر إلى ما حرم الله.

في نهاية السنة السابقة عقدت عزما أن أتوب إلى الله توبة نصوحاً, من هذه الأفعال, والحمد لله ولمدة 3 أشهر, وأنا لم أمارس هذه العادة, وكنت مرتاحا جدا أني زجرت نفسي, وأبطلت من جماحها, واليوم أنا كلما أعود إلى الذنب, وإلى العادة القبيحة؛ أتوب إلى الله, وبعد أسبوعين أو أكثر أعود إليها ثانية, ووالله أني سئمت من هذه الحال, فأريد علاجا شافيا, يرجعني إلى ربي.

أريد أن أركز في ديني وأمتي ومستقبلي, وأنسى هذه الفتنة التي لم تجلب لي إلا الضيق والهم والحزن.

بصراحة: لا أريد التفكير في النساء ثانية, إلا عندما يحين الوقت المناسب للزواج, مع اني أعجبت ببنت في الجامعة, وأتمنى الزواج منها, ولكنه ليس الوقت المناسب, فكيف أتعامل مع هذا مع أنها ذات خلق ودين؟ ولكني لا أريد الخوض في فتنة النساء ثانية, ولا في خطوات الشيطان.

أرجوكم أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الفاضل, ونؤكد لك أن عبارة عندما يحين الوقت ستفكر؛ أعجبتني جداً, وهذه مسألة تأجيل, فالإنسان ينبغي أن يتعامل مع الشهوة بالسمو بها، يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج, ومن لم يستطع فعليه بالصوم, فإنه له وجاء.

أو يتخلص منها, أو يخفف من غلوائها بالاستبدال بالهوايات النافعة, والرياضات الشاقة, والأعمال المفيدة, أو بالتأجيل, بأن يؤجل هذه الرغبة حتى يحين الوقت المناسب، نسأل الله أن يسهل أمرك, وأن يلهمك السداد والرشاد.

وهنيئاً لمن أذنب ثم تاب؛ لأنه علم أن له رباً توابا, لا تيأس وإن تكرر الوقوع في الخطأ, حتى يكون الشيطان هو المخذول, فإن الشيطان يحاول أن يوصل الإنسان إلى اليأس من رحمة الرحيم, وهذه جريمة من الجرائم الكبرى, حتى يستمر ويتمادى في المعصية.

نحب أن تتخلص من آثار ما يحصل, والأمر بالنسبة لك واضح, فإذا غضضت البصر ابتعدت عن أماكن النساء, وابتعدت عن المواقع المشبوهة, وصادقت الرفقة الصالحة, وحرصت على تجنب الوحدة؛ لأن الشيطان مع الواحد.

لا تأتِ لفراشك إلا عند النوم, نم على طهارة, وانهض من فراشك مباشرة, وحاول أن تستفيد من وقتك, بالهوايات النافعة, واشغل نفسك بالحق والخير, قبل أن يشغلك الشيطان بغيره, فإن في ما ذكرنا عصمة بإذن الله وفضله ومنه.

استعن بالله, وتوكل عليه, وابدأ مسيرة التصحيح بعزم أكيد.

نسأل الله لك التوفيق والثبات والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا ابو علي

    انصحك اخي بالتوجه إلى الله تعالى والتوبه من هذا العاده باتباع الخطوات التاليه
    الثقه بالنفس
    حلف يمين على المصحف الشريف
    وبهذا تكن قد تمكنت من التوقف عنه

  • السودان محمد سعد البدوي

    جزاك الله خيرا

  • أمريكا فضيل صالحين

    بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً