الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندي مشكلة في القولون العصبي وأعاني من القلق والخوف.. أريد حلًا

السؤال

السلام عليكم.

عندي مشكلة في القولون العصبي، وحركة سريعة للجهاز الهضمي، وبعض الأحيان يكون الوضع جحيمًا، خوف، وقلق، وتعرق، وضيق النفس، وكتمة، ودقات قلب، وجفاف الحلق، ونظرة سوداوية، أريد أن أموت وأرتاح، ليس هناك شيء يستأهل العيش، آلام الركب والعضلات والصداع.

صرف لي دكتور نفسي حبوب برستيك حبة، واستمررت عليها شهرًا خفت الأعراض الجسدية فقط، وقليل من النفسية، بعدها صرف لي ريميرون نصف حبة ارتحت، وصرت أنام، وتحسنت كثيرًا، لكن بعد سنة من العلاج زال مفعوله.

أتمني أن أجد لديكم علاجًا جيدًا خصوصًا للقلق والنوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صقر سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخِي الكريم: لا أعتقد أن هذا الأمر يصل بالإنسان أن يشعر بالسوداوية، وتمني الموت، الحياة طيبة وجميلة، وأنت مسلم وتعرف قيمة الحياة، وأمرك بسيط -إن شاء الله تعالى- حتى وإن كانت اضطرابات القولون العصابي مزعجة، لكن علاجها ليست بالصعبة أيها الفاضل الكريم.

فأرجو أن تنقل نفسك وتفكيرك ووجدانك إلى شيء من الاسترخاء الإيجابي، تأمل وتدبر وتفكّر في الحياة، وسوف تجد أن لديك أشياء طيبة وجميلة.

ثانيًا: حاول دائمًا أن تعبّر عما بداخل نفسك، تجنب الصمت والسكوت على الأشياء التي لا تُرضيك حتى وإن كانت بسيطة، فالتفريغ النفسي وسيلة علاجية مفيدة جدًّا.

ثالثًا: الرياضة مهمة وضرورية للحد من الأعراض التي تعاني منها، فأرجو أن تعطيها اهتمامًا خاصًا، كما أن تمارين الاسترخاء أيضًا ذات فائدة كبيرة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) حاول أن تطبق ما ورد بها، -وإن شاء الله تعالى- تجد فائدة كبيرة في ذلك.

رابعًا: تطوير الصحة النومية من خلال اتباع أنماط سلوكية معينة نعتبره أمرًا جيدًا ومفيدًا، من هذه الأنماط السلوكية هي تجنب النوم في النهار، عدم شرب الشاي، والقهوة، أو البيبسي، والكولا، الحرص على الأذكار، تثبيت وقت النوم ليلاً، وتحدثنا عن ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء، هذه إجراءات بسيطة تحسن نوم الإنسان تلقائيًا.

خامسًا: لا أريدك أن تستعمل المنومات ذات التأثير التعودي، لكن هنالك أدوية جيدة تفيد في تحسين النوم والمزاج، ومنها عقار يعرف تجاريًا باسم (ريمارون)، ويسمى علميًا (ميرتازبين)، لكنك ذكرت أنه قد فقد فعاليته، وعليه يمكن استبداله بدواء قديم يعرف تجاريًا باسم (تربتزول) واسمه العلمي، (إميتربتالين)، هذا دواء جيد لتحسين النوم، وعلاج أعراض القولون العصبي.

الجرعة هي خمسة وعشرين مليجرامًا تتناولها ليلاً لمدة أسبوع، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا ليلاً، تتناولها ساعة قبل النوم. هذا الدواء قد يسبب بعض الآثار الجانبية القليلة مثل الشعور بالجفاف في الفم، أو الثقل في العينين، أو شيئا من الإمساك، وعمومًا هذه الأعراض الجانبية تظل لأيام قليلة ثم تختفي، والدواء قطعًا دواء فعّال، ولا يسبب الإدمان.

يُضاف إلى التربتزول عقار يعرف تجاريًا باسم (جنبريد)، أو يسمى تجاريًا (دوجماتيل)، ويسمى علميًا باسم (سلبرايد)، وهو دواء متميز لعلاج القلق المتسبب في أعراض القولون العصبي، جرعته هي خمسين مليجرامًا – أي كبسولة واحدة – تتناولها صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم تجعلها كبسولة واحدة مساءً لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أما التربتزول بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً فأرى أن تتناوله لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك اجعل الجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى.

أخِي الكريم: اشغل نفسك بما هو مفيد ومهم، واستثمر وقتك بصورة إيجابية، أنت شاب ولديك الكثير من الطاقات التي يجب أن تستفيد منها بصورة صحيحة؛ لأن ذلك سوف يحسِّنُ كثيرًا من صحتك النفسية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً