الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري مما سبب لي مشاكل نفسية وجسمية.. فكيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أودّ أن أشكركم على جهودكم في هذا الموقع المتميز، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

أنا شاب أبلغ من العمر تسعة عشر عاماً، أعاني من الوسواس القهري منذ أربع سنوات، وقد تمّ تشخيصه من قبل طبيب مختص، إلا أنني أشعر بأني أعاني منه منذ الصغر؛ حيث إن بعض الأفكار التي تبدو قهرية، كانت تراودني عند ما كنت طفلاً، وقد أعطاني الطبيب عقارَي (بروزاك) و(سيروكويل).

في الحقيقة لم أستفد كثيرًا، فبعد شهرين ذهبت إلى طبيب آخر، وأعطاني عقارَيْ (سيروكسات وسيروكويل) بعيار أكبر من السابق، لمدة أسبوعين، واستبدل (السيروكويل) بعقار (risperdal)، واستمررت على ( seroxat و risperdal)، لمدة عشرة أشهر، وقد خفّتْ الوساوس قليلاً، إلا أنني خلال فترة العلاج أُصبت بالاكتئاب الذي لا زلتُ أعاني منه حتى الآن، فتوقفت عن الذهاب إلى الطبيب وعن تناول الدواء، وقد مر على ذلك سنتان، ولكني الآن رجعتُ إلى الوساوس مرة آخرى.

ازدادت حالتي سوءاً بعد حادثة حصلت بيني وبين أخي، وأصبت بعدها بانهيار عصبي، أدى إلى تعرضي لرجفة في كل أنحاء جسمي، وفقدت قدرتي البدنية والذهنية، وتعرضت لضعف التركيز والنسيان المتكرر، مع العلم أنني قبل الحادثة كانت لدي قوة بدنية وذهنية وقوة تركيز، وأصبحت الآن منعزلًا في غرفتي، ولا أخرج إلا قليلاً منها، ورفض والدي علاجي، بحجة أنه لا يملك المال، وزاد ذلك من اكتئابي، حيث إنني توقفت عن تناول الدواء، بسبب عدم توفر المال، وليس بطلب من الطبيب المختص؛ لذلك أصبت قبل أربعة أشهر بالسكري من نوع (MODY)، وقد زاد هذا من الاكتئاب، وفقدت الأمل؛ حيث إنني ما زلت شاباً، وحدث لي كل هذا!

فما العلاج المناسب للرجفة التي في جسدي؟ وأريد علاجًا يخفّف أعراض الانهيار العصبي الذي مررت به، حيث إنني لا أستطيع الذهاب إلى الطبيب.

وفقكم الله، ورزقنا وإياكم الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالوساوس القهرية بالفعل تسبب الكثير من القلق والمخاوف، وتُشعر الإنسان بشيء من الكدر في بعض الأحيان.

أنا أريدك أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، مهما كانت الظروف، مهما كانت الصعوبات، أنت شاب، لديك القوة والاقتدار لأن تنطلق جسديًا ونفسيًا، وأنتم في فلسطين، أهل عزة، وأهل ثبات -إن شاء الله تعالى-.

موضوع السكري -إن شاء الله- علاجه سهل، نظم الطعام، ومارس الرياضة، هذا مهم جدًّا بالنسبة لك، ونظم وقتك، والدراسة لا بد أن تواصل دراستك مهما كانت الأحوال المادية، -فإن شاء الله تعالى- تجد فرصةً في التعليم الحكومي أو التعليم عن طريق المساعدات التي تأتي من أهل الخير، لا تتوقف عن التعليم أبدًا.

أريدك أيضًا أن تكون أكثر ثقة بنفسك وفي مقدراتك، هذا مهم جدًّا، ويجب أن تضع برامج يومية تدير من خلالها حياتك بصورة فعّالة وجيدة وصحيحة.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فأنت تحتاج لدواء واحد، دواء -بالفعل- يخلصك من الخوف، من الرهاب، من الوسواس، ويزيل عنك الاكتئاب، أفضل دواء هو عقار (سيرترالين)، هو من الأدوية الممتازة والسليمة، ويسمى تجاريًا (زولفت)، ويسمى أيضًا (لسترال)، وربما تجده في فلسطين تحت مسمى تجاري آخر.

الالتزام بالعلاج –أي الدواء– وجرعته والانتظام في تناوله، هو سر نجاح فعالية العملية العلاجية، جرعة (السيرترالين) بالنسبة لحالتك تبدأ بحبة واحدة ليلاً، قوة الحبة خمسون مليجرامًا، تستمر عليها بانتظام لمدة شهر، بعد ذلك تجعلها حبتين ليلاً –أي مائة مليجرام– وهذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك، تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً، لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ولا بد أن تبني علاقة جيدة مع والدك، هذا يفيدك ويفيده -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً