الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تأخير الدورة الشهرية لفترات طويلة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة غير متزوجة، أبلغ من العمر 21 عاماً، عندي مشكلة وهي عدم انتظام الدورة الشهرية لمدة 5 سنوات، وقبل خمسة أشهر ذهبت إلى طبيبة نسائية، وشرحت لها مشكلتي، وعملت تصويراً للرحم، وقالت لي أن لدي سماكة في بطانة الرحم، علماً أن الغدة وهرمون الحليب لدي سليمة، وليس هناك تكيس على المبايض.

وكنت أستخدم حبوب كليمين لتنظيم الدوره لمدة 3 أشهر، وانتظمت معي لمدة أربعة أشهر, ولكن هذا الشهر لم تنزل الدورة، هل هناك مشكلة إذا قمت بـاستخدام حبوب كليمين مرة أخرى؟ علماً بأن الطبيبة هي التي وصفتها لي، أو أستخدم حبوب تنزيل الدورة primolut N؟ وهل استخدامها المستمر له مضاعفات سلبية أم لا؟ أود أفادتي فأنا في حيرة جداً، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لم يتم ذكر الوزن في السؤال، وعموما السمنة والوزن الزائد من أخطر الأمراض التي تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية لدى الفتيات، وإلى زيادة نسبة هرمون الأنسولين في الدم؛ لأن خلايا جسم صاحب الوزن الزائد تقاوم عمل هرمون الأنسولين، مما يؤدي إلى زيادته في الدم، وتلك الزيادة قد تؤدي إلى ارتفاع هرمون الذكورة وظهور حب الشباب والشعر في بعض الأماكن من الجسم، مثل الذقن والبطن والصدر، وكذلك يرتفع هرمون الحليب مما يؤدي إلى خلل في الدورة الشهرية وعدم انتظامها، سواء نزول الدورة بغزارة أحيانا، بسبب زيادة سمك بطانةالرحم، أو انقطاعها بالشهور أحيانا أخرى، وفي هذا إشارة إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية التي تحدث نتيجة عدم التعاون والتكامل بين هرمونات الغدة النخامية وهرمونات المبايض والرحم.

وبالتالي فإن النقطة المحورية والأهم في علاج التكيس هو السيطرة على الوزن الزائد، بعمل حمية غذائية جيدة، وأكل الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة، وتجنب الحلويات والسكريات التي لا يمكن عند تناولها بكثرة أن تعطي الإحساس بالشبع مطلقا، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة التي تحرق الدهون الزائدة في جسم الإنسان، كذلك يمكنك أيضا تناول قرص جلوكوفاج 500 مج مرة يوميا بعد الغداء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.

كذلك فإن كسل الغدة الدرقية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ضعف التبويض، وضعف الدورة الشهرية، ولذلك يجب فحص هرمونات الغدة الدرقية وتناول العلاج المناسب حسب التحليل، كذلك فإن ارتفاع هرمون الحليب من بين الأسباب التي تؤدي إلى خلل في التبويض، وخلل في الدورة الشهرية، وعموما هناك تحاليل يجب إجرائها وهي FSH - LH -- PROLACTIN- TSH- Free T4 - ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم 21 من بداية الدورة وعمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.

ولإعادة تنظيم الدورة -ولا خوف من ذلك- يجب تناول حبوب منع الحمل -هرمونات لتنظيم الدورة- ياسمين أو كليمن لعدة شهور يوميا قرصا واحدا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون وهي أفضل من حبوب بريمولوت، وجرعتها 10 مج تؤخذ قرصا مرتين يومياً من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لعدة شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية، وهذا النظام ليس الغرض منه منع الحمل لأنك فتاة غير متزوجة، ولكن الغرض منه وقف حالة التكيس وعلاج الأكياس الوظيفية -إن وجدت- وتنظيم الدورة الشهرية وإعادة بناء بطانة الرحم وتنشيط المبايض.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يومياً واحدة وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأن هذا الفيتامين ضروري لتقوية العظام والوقاية من مرض هشاشة العظام، مع الغذاء الجيد المتوازن.

كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع شرب أعشاب البردقوش والمرمية ومغلي مطحون الشعير، ويعرف بالتلبينة النبوية وحليب الصويا، حيث أن لتلك المواد الطبيعية خصائص هرمونية تساعد في علاج التكيسات على المبايض وتحسن التبويض.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً