الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يطلب من اقترنت به أن أريه بعض محاسني بالفيديو، ما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة تم عقد قراني على شاب مبتعث في الخارج، وبسبب وجود بعض الإشكالات لديه تم تأجيل الزواج إلى العام القادم.

حصل إشكال فيما بيننا؛ حيث إنه يريد أن يشغل وقت فراغه بأن نتحدث أحيانا عن طريق وسائل الاتصال الاجتماعية، وأن أجري محادثات فيديو معه، وأن أريه بعض محاسني.

والسبب في ذلك أنه يجد صعوبة في صرف النظر من النساء المتجردات معه في الجامعة، وفي كل مكان يرتاده، ويريد أن يغض طرفه عنهن وأن يمتع ناظره بما أحله الله له، وغالبا أقابل طلبه بالرفض.

الآن أقسم أن لا يحادثني أبدا؛ لعدم وجود مبرر للرفض، ويرى في ذلك تساهلا في حقوقه كزوج، خاصة أن السبب الرئيسي الذي حمله على الزواج هو الخوف من الوقوع في الحرام.

فما رأيكم -أثابكم الله-؟ وما الطريق الأمثل للتعامل مع الطرف الآخر؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أثير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يمتعكم بالحلال، وأن يجمعك بزوجك في أسرع وأكمل الأحوال، وأن يعينكم على طاعة الكبير المتعال، وأن يحقق لنا في طاعته الآمال.

وكم تمنينا أن يسارع كل شاب بعد عقد النكاح بالدخول على أهله؛ لأن هذا هو الأصل الذي ينبغي أن يسعى له كل طرف؛ لأن هذا من أهم أهداف الزواج، والمسلم ليس له إلا زوجة الحلال، كما أنه من الأهمية وجود الزوجة مع زوجها عندما يكون في بلاد العري، والشهوات التي تقتحم على الناس حياتهم.

أرجو أن تتواصلي معه، وتستجيبي لطلباته في حدود المعقول، مع ضرورة اتخاذ كافة الضمانات التي تحول دون خروج الصور أو المحادثات الخاصة، وعليه أن يحترم الوضع الذى أنت فيه، وخصوصية وضعك بين أفراد الأسرة، إذ لا بد أن يكون الوضع آمنا، والأسرار محفوظة حتى من أهل بيتك.

وأخشى أن اعتياد هذا الوضع قد يكون مصدر تعب للطرفين؛ لأن الكلام الخاص بين الزوجين يجلب الإثارة التي لا تجدون ما يطفئها بالحلال، ومن هنا فنحن نتمنى أن تجعليه يتواصل معنا حتى نحرضه على لم الشمل في أسرع وقت لتكوني معه، ومن هنا فالمسألة تحتاج إلى شيء من المرونة من الطرفين.

ونحن لا نستطيع أن نمنع زوجا من رؤية زوجته، ولكننا نذكر بضرورة أخذ كافة الاحتياطات، والتقليل من مسألة التصوير، وعليه أن يكون بعيدا عن أصدقائه عندما يتواصل معك، كما نتمنى أن يكون من الملتزمين الحريصين على صيانه الأسرار، وأرجو أن تعاونيه على كل ما يحفظه من الوقوع في المخالفات، ونسأل الله أن يحفظك ويحفظه من الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

أكرر، لا بد أن يكون عقد الزواج قد تم، ولا بد من ضمان صيانة الأسرار لكل الأطراف، والحذر من خروج الصور والأسرار، وعدم الاحتفاظ بالصور خشية خروجها من أيديكم، وتقوى الله وصيانة الحرمات، ووجود الغيرة عند الطرفين، والمسارعة بإكمال المراسيم.

ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عمان خالد

    جزالك الله خير يا دكتور على الاجابة وانا اخالفك الراي.لان لا يجب على الزوج ان يعرض اهله للفضائح لانه لا سمح الله لو بالخطا وقعت هذي الصور في يد الاخرين لنشرت وفضحت اعراض الناس.ثانيا ان هذه الصور سوف تجعلهما يمارسان العادة السرية لا اكثر. فمن الافضل ان يصبر الى ان يدخل عليها.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً