الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني التغلب على خجلي ومواجهة الناس؟ أرشدوني

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 17 سنة، أعاني من مشكلة الخجل، حيث أنني لا أستطيع التحكم في مشاعري وقيادتها بالشكل الصحيح، فعندما تواصل المعلمة النظر إليّ أشعر بحرج شديد، ولا أستطيع التركيز في الشرح، وأحاول عدم إلقاء أي بال لنظراتها، وأن أتصرف بشكل مريح إلا أنني سرعان ما أفشل في ذلك، وأتعجب من عدم قدرتي على التصرف بأريحية، علماً بأن شخصيتي مرحة، وأصبح جريئة بشكل مفاجيء عند تعلق الموضوع بالأمور الشخصية، فأين تلك الجرأة عند حاجتي إليها؟

كما أن يدي كانت ترتجف بشكل ملفت عند القيام للحل على السبورة، مع العلم بأنني أستعد وأحفز نفسي قبلها بمقولات إيجابية، مثل: ليس هناك ما يخيف، أنا أقوى من الموقف، وهكذا، الآن خف ذلك الشعور المرعب إلى حد كبير.

أنا مستغربة من نفسي، لماذا كل هذا الخوف؟ أرى مشكلتي سخيفة إلى حدٍ ما، حاولت مراراً وتكراراً ولم أنجح، حقاً أريد أن أعرف السبب وراء هذه المشكلة لأعالج الأمر، في الواقع لم يعجبني ضعفي أمام نفسي، لذا اتخذت قراراً بإلقاء درس في الصف؛ لأثبت لنفسي أنني قوية، فهذه غايتي، وأظنها الخطوة الأولى للتغلب على الخجل، فأنا حقاً أكره ضعفي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا من أمريكا، من الواضح أنك فتاة ذكية وطموحة -ما شاء الله-، ومن الطبيعي في مثل عمرك، 17 سنة، أن تأتيك فترات تشعرين فيها ببعض الضعف أو التردد أو الحرج من الحديث أمام الآخرين، إلا أنها مجرد "كبوة" كما يقال، وليست مشكلة دائمة، فهذه الكبوات عبارة عن مناسبات طبيعية وضرورية لتقوية شخصيتك أكثر فأكثر، وكما أن الرياح التي تصيب الأشجار، تساعدها على تقوية جذورها لتضرب في عمق الأرض، بينما الشجرة بلا ريح عاتية، قد تكون ضعيفة البنيان، ويسهل اقتلاعها.

فأول شيء مطلوب منك أن تعتبري مثل هذه اللحظات بالأمر الطبيعي، وهو في النهاية لصالحك.

وثانيا: أن تبدئي بحب نفسك، وعدم كرهها، فهي رأس مالك الأول، فإذا أنت لم تحبي هذه النفس وتقدرينها، فكيف لها أن تتابع درب الحياة بهمة ونشاط؟

أعجبني جدا آخر فقرة في سؤالك، عندما تحدثت عن اتخاذك القرار بتحدي نفسك وبإلقاء درس على طلاب صفك، فهذا في الواقع هو لبّ علاج مثل هذا القلق أو الارتباك من الحديث أمام الناس، وهو المواجهة وعدم الهروب والتجنّب، ولكن انتبهي أنك قد تواجهين مع هذا التحدي بعض الصعوبات، فأرجو أن تعتبري هذه الصعوبات أمرا عاديا ومُتوقعا، وأن الأمر لن يكون كأي شيء من المحاولة الأولى، ولكن وبالرغم من الصعوبات، ففي النهاية ستنضجين وتتجاوزين هذا القلق والتردد.

ومهما حصل معك في بعض التجارب المتعددة، كإلقاء درس أمام طلاب صفك، فأرجو أن لا تأخذي هذه الصعوبات على أنها دليل على ضعفك وعدم جرأتك، وتذكري أن حتى أشهر الناس جرأة في الحديث والخطابة أمام الناس، يمكن أن يشعر ببعض القلق بين الحين والآخر، إلا أن هذا ليس انتكاسا، وإنما سحابة صيف، وتنقشع.

وفقك الله، وكتب لك الفلاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً