الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الحمية التي يجب اتباعها لأجل سلامة الكبد؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر ١٧ عاما، أصبت باليرقان منذ نحو ٢٥ يوما، ذهبت للطبيب عند بداية ظهور الأعراض ودلني على عمل تحاليل دموية للبيليروبين، وإنزيمات الكبد، فقمت بإجرائها، وكانت على الشكل التالي:

Alt (sgpt): 2040
Alt (sgot): 1570
Bilirubin total: 5.23
Bilirubin direct: 3.39
Bilirubin indirect: 1.84

عدت للطبيب وأريته التحليل، فقال: لديك اليرقان، وطلب مني أن أضع أكياس سيروم سكري إلى أن أستطيع شرب ٦ أكواب ماء على الأقل في اليوم.

قمت بوضع سيرومين، وبعدها بدأت بحمية، قال عليها الطبيب، وهي تعتمد على أن لا آكل أي شيء دهني، أي له علاقة بالزيوت، والسمن.

عدت للطبيب وأريته التحليل، فقال لديك اليرقان، وطلب مني أن أضع أكياس سيروم سكري إلى أن أستطيع شرب على الأقل ٦ أكواب ماء في اليوم.

قمت بوضع سيرومين، وبعدها بدأت بحمية، قال لي عليها الطبيب، وهي تعتمد على أن لا آكل أي شيء دهني، أي له علاقة بالزيوت والسمن.

قال: كل خبزا وكعكا دون سمسم، وخضارا مسلوقة، وفواكه وعصائر فواكه، ومربى المشمش.

قالت أمي: إن الكلام هذا غير صحيح، وقالت يجب علي آن آكل مربى المشمش والعسل والعصائر فقط.
بعدها ب٨ أيام قمت بعمل تحليل جديد، ولكن فقط لأنزيم sgpt وكانت نتيجته، وبعدها ب٨ أيام قمت بعمل تحليل جديد، ولكن فقط لأنزيم sgpt وكانت نتيجته 500.

قال الطبيب: انخفاض ممتاز في ٨ أيام، وبعدها قال: أنت الآن شفيت تماما, كل ما تريد، وأنا لم أصدقه وتابعت على الحمية مع بعض التجاوزات، فأكلت لحما مشويا، وقطع دجاج مشوي، وبعض الأشياء الأخرى، وقمت بعمل تحليل جديد بعد٨ أيام، وكانت النتيجة:
Alt (sgpt): 130
Alt (sgot): 70
Bilirubin total: 6.29
Bilirubin direct: 4.63
Bilirubin indirect: 1.66

لاحظت ارتفاع البيليروبين بدلا من انخفاضه، ومع اقتراب الأنزيمات لمعدلاتها الطبيعية.

أسأل عن الحمية التي يجب علي اتباعها من أجل انخفاض البيليروبين، وكم مدتها؟
علما أنه ما زال هناك صفار خفيف في عيني، ولون البول عاد لطبيعته، ونادرا ما يكون غامقا، ولون البراز غامق جدا.

علما أنني أمارس رياضة كمال الأجسام، وكنت قد تناولت من مشاريب البروتين الخاصة لكمال الأجسام قبل المرض، فهل تؤثر إن عاودت تناولها؟

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لدى مرضى التهاب الكبد الحاد الفيروسي عادة قلة شهية، وألم في المعدة، وخاصة في المراحل الأولى للمرض، وأحياناً غثيانات وإقياءات، ويجب مراعاة ذلك في النظام الغذائي الخاص في هذه الحالة.

- يحتاج مرضى التهاب الكبد الحاد نحو 30 - 40 سعرة حرارية لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميا، ونقسم الحاجة اليومية على 4 - 6 وجبات خفيفة للتغلب على فقدان الشهية، والغثيان والشعور بالامتلاء لديهم.

- الكربوهيدرات النشوية والسكرية: يجب أن تمثل نحو 50%من السعرات الحرارية اليومية، ويحصل عليه المريض من البطاطا المسلوقة والأرز.

- من المغالطات الشائعة أنه يجب الاقتصار فقط على تناول كميات كبيرة من السكريات مثل عسل النحل أو العسل الأسود، في الالتهاب الكبدي الحاد، وذلك خاطئ لأنه يؤدي إلى حرمان الجسم من العناصر الغذائية الضرورية وضعف في المناعة، كما أن تناول كميات كبيرة من السكريات يؤدي إلى زيادة إحساس المريض بالقيء والغثيان.

- أما البروتينات فننصح بتناول نحو 1.5 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميا، لأهمية البروتينات للمساعدة في إعادة بناء خلايا الكبد.

التي يحصل عليها المريض من اللحوم قليلة الدهن (لحم العجل الصغير - الدجاج منزوع الجلد, بياض البيض والألبان والأجبان) والبروتينات النباتية، مثل: (الفول - الفطر - الفاصولياء) ويفضل السلق أو الشواء والابتعاد عن الأطعمة المقلية كلما أمكن ذلك.

- المواد الدسمة يجب تناول نحو 40 - 50 غراما فقط من المواد الدسمة يوميا، للمحافظة على كفاءة خلايا الكبد، وجعل الطعام أكثر استساغة، وإعطاء الجسم القدر الكافي من الطاقة اللازمة، حتى لا يضطر إلى حرق البروتينات للحصول على الطاقة التي يشكل حرقها ضغطاً على الكبد والكلية.

أما الشائع بالامتناع عن تناول المواد الدسمة، فقد ثبت خطؤه، والحقيقة أن الامتناع عن تناول الدسم يؤخر في الشفاء السريع، وينصح بتناول الدهون سهلة الهضم مثل الزيوت النباتية كزيت الزيتون، والابتعاد عن الدهون الحيوانية المشبعة صعبة الهضم.

لابد من الإكثار من السوائل والعصائر، مثل عصير الجزر والتفاح والأناناس، القادرة على مد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة التي تساعد على التئام خلايا الكبد بسرعة ورفع كفاءة جهاز المناعة.

أما عصير البرتقال والليمون فقد تكون مزعجة في الأسابيع الأولى، وحين يترافق المرض مع آلام معدية، ويمنع ممارسة الرياضات خلال الأشهر الستة الأولى بعد الشفاء السريري، ولا يمكن اتباع الرياضات الثقيلة إلا بعد التأكد كاملا من صحة المريض، ولا يمكن البدء بها قبل7-8 أشهر.

لا يسمح بتناول مشروبات البروتينات الخاصة بالرياضيين إلا بعد كامل الشفاء، أي 6 أشهر، وعلى الأقل، وبعد الاطلاع على تحاليلك الدموية أرى أن مرضك يسير نحو الشفاء، ولا تقلق من البيلوروبين، فقد يطول تراجع مستوياته أحياناً.

إن تحسن الشهية والنشاط الجسدي وتحسن لون البول هي علامات مهمة للتحسن.

أتمنى لك الشفاء التام.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً