الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من زيادة ضربات القلب عند مواجهة الآخرين

السؤال

السلام عليكم.

عندما يطلب أحد مني كمعلم أو أي شخص كمقابلة شخصية بالتسميع من القرآن الكريم أو غيره فإنه تأتيني زيادة في نبضات القلب وارتباك في نبرة الصوت، تُلاحظ بشكل واضح علي، ويظنون أني قريب البكاء، وكذلك عندما أصلي أمام المايكروفون يحدث ذلك، وعند مقابلة المسؤول بالعمل إذا كان يحقق في أمر ما.

كذلك عندما أقابل شخصاً لا أعرفه ويكون بيننا مشادة في الكلام، علما بأني اجتماعي وطموح علميا، ولكن هذه سببت لي مخاوف وقلق، وأتجنب الأشياء التي تعرضني لهذا الشيء، لدرجة أني مقدم في الماجستير، ويوجد اختبار شفوي للقرآن الكريم، وأنا قلق جدا من هذا الذي يحدث لي.

تعبت يادكتور أريدك أن تصف لي علاجا، ولك مني جزيل الشكر، ولن أنساكم بإذن الله من دعوة في ظهر الغيب للعمل النبيل الذي تعملونه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخِي: أنا أريدك ألا تُضخم ولا تُجسِّم مشكلتك هذه، فهي -إن شاء الله تعالى- بسيطة جدًّا.

الذي يظهر لي أنك رجل حساس، وهذه الحساسية والرقَّة تجعلك تحسُّ بشيء من الاهتزاز النفسي عند المقابلات الاجتماعية والتفاعلات الاجتماعية، وأريدك (أخِي) أن تكون أكثر ثقة بمقدراتك، وأريدك أن تعلم وتُدرك أن لا أحد يراقبك، لا أحد يُقلل من شأنك، إن شاءَ الله كل مقدراتك محفوظة، وكل إمكاناتك محفوظة.

أخِي الكريم: أكثر من التواصل الاجتماعي، نحن – الحمد لله تعالى – في مجتمع مترابط ومتداخل، فاحرص على زيارة الأصدقاء، والأرحام، والأهل، وزيارة المرضى، وكن دائمًا في الصفوف الأولى، وأدِّ الصلاة في المسجد – يا أخِي –، وكن دائمًا خلف الإمام، فهذا الأمر يُساعدك كثيرًا ويجعلك تكون أكثر ثقة في نفسك.

ممارسة أي نوع من الرياضة الجماعية أو الانخراط في عمل اجتماعي خيري أو دعوي مثلاً يعطيك أيضًا مقدرة كبيرة جدًّا على المواجهات الاجتماعية.

أما بالنسبة للدواء فأقول لك: الحمد لله تعالى الأدوية موجودة، وهنالك أدوية بسيطة وفاعلة وسليمة جدًّا.

أنا أرى أن تتناول الدواء الذي يسمى (زيروكسات CR) أنت تحتاج له بجرعة صغيرة، هو دواء فعّال جدًّا لعلاج المخاوف الاجتماعية أيًّا كان نوعها، كما أنه يُعالج القلق والاكتئاب وكذلك الوساوس.

أنت لا تحتاج لجرعة كبيرة من هذا الدواء، وهنالك دواء آخر نعتبره إضافة إيجابية، يسمى (إندرال) واسمه العلمي (بروبرالانول)، لكن لا يُسمح باستعماله بالنسبة للذين يعانون من مرض الربو.

أنصحك أن تبدأ الزيروكسات CR بجرعة 12.5 مليجرام، تناول هذه الجرعة يوميًا - صباحًا أو مساءً - لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها 12.5 يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما الإندرال فتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

أود أن أضيف – أخِي الفاضل الكريم – أن ممارسة تمارين الاسترخاء أيضًا نعتبرها مفيدة جدًّا، فأرجو أن ترجع لاستشارة بموقعنا والتي هي تحت رقم (2136015)، وسوف تجد فيها إرشادات طيبة وبسيطة، وأدعوك لتطبيقها بدقة حتى تستفيد منها.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً