الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي تشنجات وشعور بالخدر في الجانب الأيمن من البطن.

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 29 عاماً، مدخن، لكن تدخيني خفيف، وأحاول ترك التدخين.

قصتي طويلة بعض الشيء؛ فأرجو أن يتسع صدركم لي وفقكم الله، فمنذ أربعة شهور تقريباً شعرت ببعض التشنجات وشعور بالخدر في الجانب الأيمن من البطن، نزولاً إلى منطقة المثانة، والخصية اليمنى.

كما أن الشعور بالانزعاج وصل إلى أسفل الظهر، ونزل إلى الإلية، والرجل اليمنى، زرت طبيب بولية؛ لأني توقعت أن ثمة مشكلة في الكلية، فنصحني بأن أعمل أشعة مقطعية للبطن بالكامل، وصورة للظهر؛ لأنه شك بالتهاب العصب الوركي، وفعلاً تم ذلك، وأسفرت صورة الظهر عن وجود تضيق في القناة القطنية، الأمر الذي سبب التهابا في العصب الوركي، أما صورة البطن فأكدت أن كل الأجهزة سليمة، والحمد لله.

ونصحني الطبيب بممارسة الرياضة؛ لأن لدي زيادة في الوزن، ووصف لي بعض الأدوية المسكنة لآلام العصب الوركي، وفعلاً شعرت بالتحسن، ولكن الشعور المزعج في جدار البطن تحديداً لم يزل، ولكنه لم يكن يشكل قلقاً بالنسبة لي.

منذ شهر تقريباً شعرت بضيق في أعلى المعدة بين المعدة والصدر، وانتابني قلق شديد، وتطورت الأعراض للشعور بالانتفاخ، وأصوات القرقرة في البطن بالإضافة للشعور بالامتلاء في البطن.

هذه الأعراض سببت لي الكثير من القلق، وبدأت بالقيام بحمية غذائية، ومارست رياضة الجري لمدة شهر تقريباً، ولكن التفكير أخذ يسيطر علي، فزرت طبيب هضمية، وأجرى لي منظاراً للمعدة، وأسفر عن وجود التهاب بسيط في جدار المعدة، وهنا شعرت بالاطمئنان، ولكن الشعور المزعج في أيمن البطن لم يغادرني وهو شعور الخدر في جدار البطن، وليس مؤلماً، ويشع إلى منطقة الخصر وعضلات أوسط الظهر!

بدأت أفكر في هذا الموضوع كثيراً حتى تحول إلى وسواس شديد، وخوف مريع، وبدأت أتنقل بين المواقع الإلكترونية بحثاً عن أعراض الأمراض الخطيرة، وكل ما أقرأ يزداد قلقي وخوفي، فتارةً أفكر بسرطان البنكرياس، وتارةً بسرطان القولون.

قرأت عن الحكة العامة، وأصابتني بالفعل حكة خفيفة في جسمي، فزاد تفكيري، وخوفي اشتد، ونقص وزني نحو 5 كغ، وخفت شهيتي كثيراً.

أشعر بخوف شديد، وإعياء وتعب ووسواس يسيطر علي، ولا ينقطع، مع أن الأطباء طمأنوني، والصور المقطعية التي أجريتها، بالإضافة لتحاليل الدم والبول كلها سليمة، كما أخذت صورة عادية، وصورتي إيكو للكلى، والخصيتين، وإيكو وتخطيط للقلب، وكلها سليمة، والحمد لله، ولا أشكو من إسهال أو إمساك، ولكن هناك بعض التغير في عادات التبرز.

أرجو أن تفيدوني، وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الأفضل تحديد المشكلة والتعامل معها، وللعلم فإن أعضاء الجسم محددة ومعروفة، وكل عضو له صفة تشريحية، وأماكن محددة في الجسم لا تتغير من شخص لآخر، وكل عضو قد يصاب بأمراض محددة أيضا، سواء التهابات بكتيرية أو ضغط على الأعصاب بسبب انزلاق غضروفي، أو أورام، وكل تلك الأمراض تعبر عنها المشكلة الأصلية بأعراض تخص كل مرض على حدة، ولا مجال للتخمين أو التقليل أو التهويل، وبالتالي إرهاق نفسك بالبحث عن الأمراض الخطيرة والمزمنة أمر لا طائل منه.

قديما قال الأعرابي للدلالة على وجود الله: (إن البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على العليم الخبير)؟! والمعنى إذا وجدت بعر الإبل في طريق فأعلم أن جملا قد سار من هذا الطريق، وإذا وجدت خطوات إنسان في صحراء فأعلم أن إنسانا قد سار من هذا الطريق، وإذا لم تجد لا هذا ولا ذاك فأعلم أنه لا جمل سار ولا إنسان خطى في هذا المكان أو ذاك، هكذا علمتنا الفطرة السليمة في البحث والتحري عن الأدلة التي تثبت وجود أمر ما أو تنفيه.

لقد ذكر لك الأطباء عدم وجود ما يسوؤك، وأن التهاب العصب الوركي والقولون العصبي وربما التهاب في المعدة نتيجة وجود جرثومة فيها، وزيادة الوزن هو كل ما تعاني منه، وهذا يكفي ولا داع للشك في أمراض أخرى دون دليل، ويمكنك الاجتهاد في حمية غذائية، وممارسة الرياضة؛ لإنقاص الوزن.

قرار الإقلاع عن التدخين من أهم القرارات التي يتخذها الإنسان؛ لأن السيجارة تترك أثرا شديدا على جسم الإنسان، ومع ترك السيجارة فإن التهابات الشعب الهوائية والكحة وحتى فقدان الشهية يتحسن كثيرا.

لك أن تعمل فحص صورة دم وفيتامين د، وتناول الفيتامينات الضرورية، ويمكن مباشرة أخذ كبسولات رويال جلي وكبسولات أوميجا 3 كبسولة واحدة من كل نوع يوميا لعدة شهور.

مع تناول وجبات صحية من المنزل خفيفة ومتكررة خالية من التوابل الحارة، ويمكن عمل خلطة من (الكمون وحبة البركة والشمر والينسون، والهيل والزعتر)، ووضع كل ذلك مع زيت الزيتون، ويضاف إلى سلطة الطماطم، والخيار والجزر، والشبت والبقدونس، فهذه الخلطة مفيدة للإمساك والقولون والهضم، ولطرد الغازات والتعود عليها أكثر من مرة في اليوم، مع تناول حبوب spasmocaulase قبل الأكل ثلاث مرات يوميا، لعلاج القولون.

جرثومة المعدة H-Pylori في حالة وجودها، والتي تؤدي إلى حموضة وغثيان في المعدة تعالج بالعلاج الثلاثي لمدة 10 أيام، وهو klacid 500 mg مرتين في اليوم + flagyl 500 mg ثلاث مرات يوميا بالإضافة إلى nexium 40 mg قرصا واحدا على الريق صباحا لمدة 10 أيام، وفي نهاية الجرعات سوف تتحسن الحالة إن شاء الله.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً