الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكلام والحركة دون وعي عند الاستيقاظ

السؤال

السلام عليكم

لدي مشكلة: عندما أحلم أستيقظ وأتكلم دون وعي مني، وأقوم أتكلم وأتحرك حتى يمر زمن ثم أستعيد وعيي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ aouaray حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

النوم كحاجة إنسانية بيولوجية أمرٌ معقَّدٌ جدًّا، ولا شك أن النوم هو الموتة الصغرى، {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيُمسك التي قضى عليها الموت ويُرسِلُ الأخرى إلى أجل مُسمَّى إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون}.

وهنالك الكثير من الظواهر تحدث في أثناء النوم، منها الأحلام، ومنها الرؤى، ومنها الكلام أثناء النوم، والمشي أثناء النوم، والفزع النومي... هذا كله موجود، وهذه ظواهر ليس من الضروري أن تكون ثابتة، وإنما كثيرًا ما تكون عابرة، وظروف الإنسان النفسية والجسدية تُساهم كثيرًا في نوعية الأحلام التي تحدث له.

إذا كان الإنسان قلقًا ومتوترًا، ولا يمرُّ على فترة من الاسترخاء قبل النوم، ولا يحرص على أذكار نومه، هذا قطعًا تأتيه أحلام مزعجة.

فيا أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تطمئن، أرجو ألا تكون قلقًا، حاول أن تمارس بعض التمارين الرياضية، وكذلك تمارين الاسترخاء، كذلك التنفُّسِ التدرجي، وكن مرتاح البال دائمًا، خاصة قبل النوم، واحرص على أذكار النوم، هذه الأذكار عظيمة، وفائدتها النفسية مُثبتة ولا شك في ذلك.

تجنب الأكل في أثناء الليل، وإذا كان لا بد للإنسان أن يتناول وجبة العشاء فيجب أن تكون مبكرةً وخفيفةً، ويتجنب الأطعمة الدسمة.

تناول الميقظات والمُسْتشعرات والمُسهِّرات مثل: الشاي، والقهوة، والبيبسي، والكولا، والشكولاتة، وبعض الأجبان أيضًا ربما تؤدي إلى شيء من الأحلام المزعجة.

أيها الفاضل الكريم: من الأشياء المهمة جدًّا ألا تحكي الحلم، على العكس تمامًا استعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، واتفل على شقك الأيسر ثلاثًا، واسأل الله خير الأحلام، وأن يجنبك شَرَّها، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا، وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا، وَلا يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ) وكما قال: (الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ حِينَ يَسْتَيْقِظُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَيَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ) وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ –راوي الحديث-: وَإِنْ كُنْتُ لأَرَى الرُّؤْيَا أَثْقَلَ عَلَيَّ مِنَ الْجَبَلِ فَمَا هُوَ إِلا أَنْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فَمَا أُبَالِيهَا.

الظاهرة التي تعاني منها -كما ذكرت- هي ظاهرة عادية، تحدث لكثير من الناس، وسوف تختفي -إن شاء الله تعالى- تدريجيًا.

حاول أن تطبق ما ذكرته لك، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً